شكلت زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدولة الإمارات العربية المتحدة ضمن جولته الخليجية مناسبة مهمة لتوكيد عمق العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين والمصير الواحد الذي يجمعهما معاً.

وإيصال رسالة جديدة وحاسمة بأن هذه العلاقات الأخوية والاستراتيجية راسخة وثابتة وتزداد توسعاً مع مرور الوقت بفضل الإرادة السياسية القوية لقيادتي البلدين وحرصهما المشترك على العمل معاً ليس فقط من أجل خدمة مصالح الشعبين والبلدين الشقيقين بل أيضاً لمصالح شعوب جميع دول المنطقة التواقة لغد أفضل.

لقد جاءت كلمات القيادة السياسية للبلدين واضحة في تأكيد أن المصير الواحد هو ما يجمعهما، حيث تحدث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله عن «خصوصية العلاقة الأخوية الممتدة بين البلدين الشقيقين في إطار من تكامل الرؤى ووحدة المصير والتاريخ المشترك»، وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: «نحن نؤمن بأن المصير واحد..

هذه هي القاعدة الرئيسية للعلاقات بين الدولتين»، في حين أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حرص القيادة الرشيدة في البلدين على التنسيق المستمر في مختلف المجالات في ضوء تطابق الرؤى والمواقف من مجمل القضايا الإقليمية والدولية..

هذه التأكيدات والتصريحات تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن مستقبل العلاقات بين الإمارات والسعودية سيكون أقوى من ماضيها، وأن كافة الأبواق التي تحاول أن تنال من قوة هذا التحالف الاستراتيجي ستتحطم على صخرة المصير الواحد الذي يربط البلدين والشعبين الشقيقين.

ولاشك أن قراءة سريعة للبيان المشترك الذي صدر عن الزيارة يوم 8 ديسمبر توضح كيف أصبح هذا التحالف الاستراتيجي الإماراتي- السعودي هو رمانة الميزان في أمن منطقة الشرق الأوسط بالكامل، فهذا البيان لم يشر فقط إلى العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين والإنجازات المتحققة والمستمرة للتعاون الاستراتيجي والتكامل المشترك بينهما وسبل تعزيزها في المجالات كافة.

وهي بالطبع علاقات متنامية ومصالح متشابكة تخدم مصالح وأهداف الشعبين الشقيقين في التنمية والرخاء والازدهار، خاصة في ظل الخطط الاستراتيجية الطموحة للبلدين في المستقبل، بل تجاوز هذا الإطار الثنائي للإطار الإقليمي الأوسع نطاقاً.

حيث عرض هذا البيان المشترك لمواقف البلدين المتناسقة ورؤيتهما المشتركة والموحدة تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية المهمة، سواء في أفغانستان أو اليمن أو السودان أو سوريا أو ليبيا أو لبنان أو البرنامج النووي الإيراني إلى جانب القضية الفلسطينية وقضايا البيئة والمناخ.

وفي جميع هذه القضايا تبدو الحكمة واضحة في التعامل مع مختلف هذه القضايا بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والتأكيد على الثوابت العربية، بحيث يمكن القول بشكل مختصر إن هذه المواقف التي تم التعبير عنها تمثل خريطة طريق لكيفية تحقيق الاستقرار والازدهار الإقليمي، خاصة وأنها صادرة عن دولتين تمثلان صوت الحكمة ومركز الثقل في النظام العربي الجديد.

باختصار يمكن القول إن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدولة الإمارات التي تتزامن مع احتفالات الإمارات بعيدها الخمسين، والتصريحات والمواقف التي صدرت خلال هذه الزيارة، تمثل جميعها تأكيداً جديداً على أن التحالف الاستراتيجي بين البلدين الشقيقين هو تحالف راسخ وثابت وسيتعزز في المستقبل لأنه هو الضمانة الأساسية لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لكل شعوب المنطقة.

* كاتبة إماراتية