مستقبلنا إنساني

ت + ت - الحجم الطبيعي

على مساحة 4.38 كيلو مترات مربعة، يتمدد معرض «إكسبو 2020 دبي»، تتوزع عليها أجنحة الدول المشاركة، وفي حدودها يمكن اكتشاف أشياء كثيرة، وبين زواياها تختبئ الكثير من الأفكار النيرة، بعضها واقعية، وأخرى لا تبدو أشبه بومضة في الفكر، يمكن ترجمتها إلى واقع في أي لحظة. في نطاق هذه المساحة تتنافس الدول في التعبير عن رؤاها للمستقبل، وترجمة استراتيجياتها وخططها، لمواجهة التحديات المقبلة، وتتنافس على جذب انتباه الزوار، تغريهم بأفكارها وإبداعاتها ومشاريعها المختلفة، وتفتح أمامهم خزائن تراثها وثقافاتها الغارقة في التاريخ.

وأنت تتجول في حدود هذه المساحة، ستلوح أمامك كثير من المشاهد، التي يمكن أن تخلق تصوراً كاملاً عن شكل الحياة المستقبلية، كما مشهد الروبوتات، التي تتحرك بكل حرية في شوارع المعرض الدولي، ترافق الناس، وتلبي احتياجاتهم، تجيب عن استفساراتهم، وتنقل إليهم الطعام، وتنفذ بعض المهام المنوطة بها، لتبدو أشبه بمشهد خرج من أحد أفلام الخيال العلمي، التي طالما توقعت بأن تسود هذه الروبوتات، وأن يكون لها شأن عال في سوق العمل.

المشهد التكنولوجي ليس هو السائد فقط في جنبات «إكسبو 2020 دبي»، فقد تفوق عليه نظيره الإنساني، الذي حضر بكل أناقته في دروب المكان، أطل من بين ثنايا العديد من الأفكار والمشاريع، التي يمكن من خلالها أن تتلمس المشاعر الإنسانية الصادقة، تلك التي تشعر بها بمجرد أن تقف بباب جناح مؤسسة دبي العطاء، وقد علقت عليه شعارها «مستقبلنا إنساني»، في رسالة منها بأن تطور التكنولوجيا ودخول الروبوتات في حياتنا لن تنفي إنسانيتنا، ومشاعرنا الداخلية.

جناح «دبي للعطاء» أطل بتفاصيل كثيرة، وبدا أشبه بـ«بوصلة تؤشر نحو مستقبل الإمارات الإنساني»، فإنجازات هذه المؤسسة، التي بلغت من العمر 14 عاماً، على الساحة الدولية واضحة، فقد نجحت في تأمين التعليم السليم في أكثر من 60 دولة نامية، وصرفت خلال رحلتها أكثر من مليار درهم على أعمال الخير وتمكين الإنسان، لتعكس جوهر سياسة الإمارات ونهج دبي، الهادفة إلى الاستثمار في الإنسان.

Email