ثقافة التطوع

ت + ت - الحجم الطبيعي

قيمة اجتماعية متأصلة فينا، بعضنا يقبل عليها بشغف وحب، وآخرون يجدون فيها فرصة لخدمة المجتمع والإنسانية، إنها العمل التطوعي، الذي يحتفي به العالم سنوياً، وقد خصص له يوماً عالمياً، ولكنه في الإمارات أصبح ثقافة سائدة، حيث لا يقف فيه العمر حاجزاً، فالشباب فيه يعكسون حيويتهم، أما الكبار فيجددون من خلاله خبراتهم، الجميع بلا استثناء يقبلون عليه، إكراماً للوطن والمجتمع، الذي «يشكل جسداً واحداً، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، كما علمنا رسولنا الكريم، محمد، صلى الله عليه وسلم.

التطوع قيمة إنسانية، تحثنا على التآزر بين بعضنا البعض، وبه نشد أنفسنا، ونرد بعضاً من جميل الوطن علينا، بعضنا يرى فيه صدقة جارية، وبعضنا يشق فيه قنوات للخير، ويجد فيه طريقاً جميلاً، لمد يد العون، ومساعدة الآخرين، وتقديم الخير.

في بلادنا، لم يقف العمل التطوعي على الهامش، وإنما تغلغل في نفوس الجميع، حتى بات ثقافة راسخة في نفوس شعب، تعود على العطاء، ليعبر بذلك عن رقيه وحضارته، وما يحمله من مشاعر طيبة تجاه الآخر، ذلك ما تشعر به وأنت تتابع إقبال جموع الشباب على العمل التطوعي بشغف، يتنازلون عن ساعات طوال من أيامهم، يخصصونها لأجل البلاد والعباد، وللواجب الإنساني، يسيرون بذلك على خطى الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو الذي ترك بصمة لافتة في العطاء الإنساني.

العمل التطوعي له قيمة عالية، من بين جنباتها تسيل الإنسانية، وعبرها تتجدد الروح، ويرتفع منسوب المحبة بين أفراد المجتمع، لذا كان هذا العمل بمثابة تعزيز للخير في النفوس، ومساهمة جليلة في عملية التنمية الاقتصادية والمجتمعية وحتى الثقافية، لما يحمله من دعم لمسيرة التكاتف الاجتماعي.

مسار:

العمل التطوعي صدقة وانعكاس لجمال الوجه الإنساني

 

Email