دولة المستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

نفتح عيوننا اليوم على عيد الاتحاد الخمسين، فيه نرفع علم الإمارات عالياً ونشارك الوطن فرحته، نتذكر الخطوات الأولى التي قام بها المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراهما، قبل خمسين عاماً، وأدت إلى إرساء قواعد الاتحاد التي شيّدت عليها العديد من الإنجازات القيّمة التي وضعت دولتنا في مراكز متقدمة على الخريطة العالمية.

نحتفي بعيد الاتحاد الخمسين، ونحن نستقبل العالم أجمع على أرض معرض «إكسبو 2020 دبي»، الذي يفتح أبوابه على المستقبل، نحتفل بهذا اليوم المتميز وقد استقبلت دولتنا على مدار شهرين أكثر من 20 رئيساً وملكاً، جميعهم حلوا ضيوفاً على «دار زايد»، وزاروا المعرض الدولي، وتلمسوا نوعية الإنجازات التي تحققت، وعاينوا تجربتنا عن قرب، عرفوا كيف خلعت الإمارات عنها ثوب الصحراء، وارتدت حلة الحداثة، فأضحت معالمها عالية تعانق السماء وتنافس مدناً تمتلك تاريخاً مغرقاً في العراقة.

ذلك العدد من الزيارات الرسمية، لا بد أن يفتح عيوننا على المكانة النوعية التي وصلتها دولتنا، والتي باتت موئلاً يقصده الجميع لمناقشة المستقبل واستشرافه، ويكفينا فخراً أن تختار الأمم المتحدة الثاني من ديسمبر يوماً للمستقبل، حيث يشكل ذلك اعترافاً عالمياً بالإمارات كـ «دولة المستقبل» لما تمثله من نموذج استشرافي ومحطة رئيسية لصناعة هذا المستقبل الذي نتمنى أن يكون أفضل لكل أبنائنا وأبناء الدول الأخرى.

ما وصلته الإمارات من مكانة عالية، لم يكن لها أن تتحقق من دون وجود إرادة صلبة، وفكر نوعي ورؤية عميقة، قادرة على نقل المجتمع من مستوى لآخر أعلى، لم يكن لذلك أن يحدث من دون وجود سعي حقيقي ومخلص من قبل أبناء الوطن على تجاوز التحديات وحذف كلمة المستحيل من قاموسهم، فها هم أبناء زايد قد وصلوا اليوم إلى الفضاء، بعد أن فتحوا أبوابهم وقلوبهم أمام العالم أجمع، وقد تسلحوا بالتسامح والمحبة وقيم السلام التي أرساها فينا الوالد المؤسس المغفور له، الشيخ زايد، طيّب الله ثراه.

Email