نحتفل معاً باليوبيل الذهبي ونصنع أمجاداً جديدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في غمرة الفرح بسيطرة الإمارات بنجاح على الوباء واستعادة اقتصادها لانتعاشه، وعلى أنوار «إكسبو 2020 دبي» الرائعة وإبهاره للعالم، يحتفل الشعب الإماراتي في الـ 2 ديسمبر باليوبيل الذهبي لتأسيس الدولة، وهو ما يرسم علامة بارزة في تاريخ الإمارات في لحظة تسلط الضوء على احتفالات تعم البلاد بكاملها.

وبهذه المناسبة يشرفني نيابة عن القنصلية العامة الصينية بدبي و300 ألف من أفراد الجالية الصينية في دبي والإمارات الشمالية أن أزف إلى الشعب الإماراتي الصديق أسمى آيات التحية وأحر التهاني.

إنها 50 عاماً خلقت فيها الإمارات معجزة في التنمية الاقتصادية عالية السرعة. في الـ 50 عاماً الأخيرة توحد الشعب الإماراتي حول قيادة الإمارات ممثلة في المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وبدأ العمل على طريق محفوف بالصعاب وعمل بمثابرة ونشاط وسار بخطى ثابتة على طريق بناء الدولة.

وحققت الإمارات قفزة نقلتها من قرى صغيرة في الصحراء إلى لؤلؤة الشرق الأوسط، ونمت ونضجت حتى صارت مركزاً للتجارة والمالية واللوجستيك هو الأهم في الشرق الأوسط وموقعاً سامياً في تطوير صناعة التكنولوجيا العالية والجديدة في العالم، وواصلت تحطيم رقم قياسي بعد آخر ثم خلقت «معجزة في الصحراء» بعد أخرى.

إنها 50 عاماً خلقت فيها الإمارات معجزة الاستقرار والسلام طويل الأمد. تتمسك الإمارات بفلسفة السلام والانفتاح والتنوع والتسامح، وترحب بالقادمين من مختلف مناطق العالم باختلاف خلفياتهم العرقية والدينية والثقافية ليعيشوا بانسجام في الإمارات ويبحثوا معاً عن التطور. اليوم تعمل وتعيش بالإمارات جاليات من أكثر من 200 دولة ومنطقة حول العالم.

وفي ظل اضطراب الأوضاع الإقليمية بشكل مستمر تحافظ الإمارات على الاستقرار المجتمعي ووضع أمني ممتاز، وقد صنفت أبوظبي ودبي عدة مرات ضمن مدن العالم الأكثر أمناً، بل حتى سميتا بـ «واحة السلام». إنها 50 عاماً ارتفعت فيها المكانة الدولية للإمارات وقوة تأثيرها بشكل كبير.

دأبت الإمارات دائماً على الوقوف في الجانب الصحيح من التاريخ ودأبت على تكوين صداقات على نطاق واسع، وأسهمت باستمرار في السلام والتنمية الإقليميين بل والعالميين، وقد أصبحت عضواً مهماً في المجتمع الدولي. وبفضل الرؤية النيرة والتوجيه الصحيح لقيادة البلدين، ظلت الثقة السياسية بين الصين والإمارات تتعمق باستمرار على مدى 37 عاماً منذ تأسيس العلاقات بين البلدين.

كما أحرز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين نتائج مثمرة وظل التبادل الإنساني والثقافي بين البلدين في ازدهار، وقد دخلت الشراكة الاستراتيجية الصينية الإماراتية التي تمثل «مشروعاً حيوياً بعيد المدى» في «عصرها الذهبي».

وفي ظل الوباء أظهر التبادل التجاري بين الصين والإمارات حيوية قوية وحافظت الصين على مكانتها كأكبر شريك تجاري للإمارات، وتجاوز نمو حجم التجارة البينية في النصف الأول من العام 30% على أساس سنوي.

يمثل هذا العام الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، وقد درست ولخصت الجلسة الكاملة السادسة للدورة الـ 19 للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني التجارب التاريخية للحزب الشيوعي الصيني في المئة عام الأخيرة، وتوصلت إلى إجابة عن السؤال التالي:

«لماذا استطعنا النجاح في الماضي، وكيف سنحافظ على النجاح مستقبلاً»، وبلورت الجلسة «قرار حول الإنجازات الكبرى والتجربة التاريخية لمساعي الحزب الشيوعي الصيني على مدار 100 عام» وهي وثيقة تنير الدرب أمام الصين في المستقبل.

نتعلم من التاريخ ونخلق المستقبل، في المئة عام وفي الخمسين عاماً المنصرمتين اكتسبت الصين والإمارات الكثير من التجارب والخبرات الناجحة والمتماثلة في استكشاف طريق للتنمية يناسب أوضاع البلدين وذلك على النحو التالي:

نتمسك جميعاً بأن الشعب أولاً. يقول الرئيس شي جينبينغ: «تطلع الشعب لحياة جميلة هو هدف نضالنا» أما الشيخ زايد فيقول: «إن الحاكم، أي حاكم ما وُجد إلا ليخدم شعبه ويوفر له سُبل الرفاهية والتقدم». نتمسك باستقلالنا وأخذنا بزمام المبادرة. نتعلم بتواضع من تجارب الدول الأخرى المفيدة ونتمسك أيضاً باستكشاف درب للتنمية يناسب الظروف الداخلية للدولة، نتمسك بإيمان أمتينا ونتمسك دائماً بجعل مصير تطور وتقدم دولتينا في أيدينا.

نتمسك كلانا برحابة الصدر والانفتاح على الآخر. طرحت الصين بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، أما الإمارات فتدعو بدورها إلى التسامح والتعايش، وتمارس الدولتان تعددية الأطراف وتظهران اضطلاعاً بالمسؤولية الدولية، وتوفران ما أمكن من مساعدة لتنمية الدول الأخرى.

نتمسك كلانا بالاستكشاف والإبداع. أطلقت الصين بنجاح تجربة الإصلاح والانفتاح العظيم، وحققت الإمارات بنجاح التحول الرائع لـ«عصر ما بعد النفط» واليوم تسير الدولتان بشكل ريادي على طريق الإبداع الخاص بالتنمية الخضراء والاقتصاد الرقمي.

وبوصف الصين والإمارات شريكين استراتيجيين شاملين فهناك تماثل في طريق التنمية وترابط في فلسفة التنمية وتطابق في أهداف التنمية، وتوفران معاً تجارب مفيدة للدول النامية في بحثها عن طرق التنمية العصرية. وبالتطلع إلى المستقبل يجب على الصين والإمارات أن تسيرا يداً بيد لتواصلا خلق أمجاد جديدة في تنمية الدولتين، ويقدمان إسهاماً أكبر لازدهار العالم وتنميته.

* القنصل العام الصيني بدبي

 

Email