عَلَمُ الإمارات راية عزٍّ وفخر

ت + ت - الحجم الطبيعي

حين تكون في بلاد الغربة وتشاهد علمَ بلادك مرفرفًا في السماء، يسري في جسدك نوعٌ من القشعريرة تلخّص كل الكلام الذي يمكن أن يُقال في الدلالة الروحية والثقافية العميقة للعلم وكونه تكثيفًا لحضور الوطن في الوجدان، وجميع الشعوب الحية التي تحترم ذاتها الحضارية تنظر إلى علم بلادها على أنه رمز للوطن والإنسان، وحين تحتفي به تستحضر كل هذه المشاعر النبيلة التي تكثّف لحظة الحضور الوجداني للعلم في قلب الإنسان، وتروي حكاية نشأة الوطن وبناء هويته الوطنية، واختيار العلم الدال على روحه وثقافته وقيمه الأخلاقية.

وتعبيرًا عن الحفاوة الكبرى بيوم العلم لدولة الإمارات العربية المتحدة، نشر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبيّ، رعاه الله، مقطعًا رائعًا على حسابه في «إنستغرام» من قصيدة بديعة كان قد نشرها قبل فترة سابقة تعبّر أروع تعبير عن عمق الإحساس برمزية العلم في الوجدان الوطني، بالتزامن مع نشر تغريدة رائعة المحتوى على حسابه في «تويتر» تلخّصان بتكاملهما مسيرة الوطن ورحلة الوجدان التي يلخّصها علم الدولة المرفرف في السماء العالية.

فأمامَ أجنحة مئة وتسعين دولة من الدول المشاركة في معرض إكسبو 2020 دبي تم رفع علم دولة الإمارات في هذا اليوم المجيد من تاريخ الوطن، تعبيرًا عن مشاعر الفخر والاعتزاز التي تسكن قلوب أبناء هذا البلد الأصيل، فأن يكون لك علمٌ فهذا يعني أنّ لك دولةً، وهذا يعني بالضرورة أنّ لك شخصية حضارية على هذه الأرض، وقد عبّر صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد عن هذه اللحظة التاريخية الفارقة بتغريدة فائقة الروعة والفخر حين قال: «احتفلت دولة الإمارات اليوم في مدارسها وجامعاتها وهيئاتها ووزاراتها وبيوتها برفع علم الدولة، واحتفلت برفعه في إكسبو أمام أجنحة 190 دولة»، معبّرًا بهذه الكلمات المفعمة بالفخر والاعتزاز عن روعة الشعور الوطني بهذا اليوم الوطني، فهو ليس احتفالًا مخصوصًا بمؤسسات الدولة فقط، بل هو شعور عامّ عارمٌ يعمّ الروح الوطنية في جميع مرافق الوطن التي يتم فيها صنع الوجدان الوطني وصقل مفهوم الانتماء لهذا التراب العزيز، فبيوت المواطنين وجميع مؤسسات الدولة وفي لحظة واحدة قامت برفع علم الإمارات تعبيرًا عن مشاعر الفخر بهذا الوطن الحبيب الذي نعيش على ثراه ونفتديه بأرواحنا، كما تم رفع هذا العلم العالي الغالي أمام أجنحة جميع الدول المشاركة في معرض إكسبو دبي 2020، تعبيرًا عن عمق الاعتزاز بالهوية الوطنية، وترسيخاً لقيمة العلم في الشخصية الإماراتية التي لا تفرّط بهذا الإرث الوطني الثمين الذي جعله زايد أمانة في أعناق جميع من ينتمي لهذا البلد الغالي الحبيب.

ويتابع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد حديثه عن علم الوطن ودلالته الرمزية على كل شيء في هذا الوطن العزيز فيقول: «عَلَمُنا قبل خمسين عامًا كان مجرد فكرة، كان حُلماً، واليوم نرفعه بفخر وعزّ أمام 190 دولة، حفظ الله دولة الإمارات» لتكون هذه الكلمات الرائعات هي الخلاصة المكثّفة لقصة الوطن الذي نشأ قبل خمسين عاماً، وكان يبحث عن هويته الذاتية التي تتجسد دائماً في العَلَم الذي كان فكرة وحلمًا، لكنه بعزم الرجال المخلصين وتفانيهم في إنكار الذات أصبح هذا العَلَم هو أنصع الحقائق الدالة على شخصية الإمارات الوطنية، التي ترفع علمها اليوم بين هذا العدد الضخم من الأمم والشعوب التي اجتمعت كلها في أرض الإمارات تعبيرًا عن ثقتها بقدرة الإمارات وأصالتها، وإمكانياتها الحضارية التي سبقت بها كثيراً من الشعوب التي ظهرت إلى حيز الحياة قبل الإمارات بسنوات كثيرة.

وفي بيتين شعريين يفيضان بالروعة والجاذبية عبّر صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد عن عمق الحضور للعلم في الوجدان الوطني حين خاطبه بكل فخر واعتزاز قائلًا:

يا علمنا رفْ في عالي السما

                      رافعينك صانعين الاتحاد

إنتهْ ثوب العزّ فيك اتجسّما

                      ف أربعة الألوان يا رمز البلاد

فبهذه اللغة التي تشبه المناجاة يخاطب صاحب السمو علم البلاد الذي يرفرف في السماء العالية للوطن، فيتذكر أولئك الرجال الكبار الذين صنعوا الاتحاد، وهو ما شرحه صاحب السموّ بقلب مفعم بالحنين لتلك الأيام العصيبة التي عايشها في اللحظات الحاسمة قبل إعلان الاتحاد كما نجده مبسوطاً في سيرته الذاتية «قصتي: 50 قصة في خمسين عاماً» حيث أبدع بقلمه المرهف في رسم ملامح الوجوه وهي تترقب لحظة إعلان الاتحاد، وما يعنيه ذلك الإعلان من بعث الهوية الوطنية ورسم العلم الجديد للوطن الذي يعني قبل كل شيء أنّ لنا وطنًا يستحق أن نعيشَ فيه أحراراً وندافع عنه بكل قوة وعزيمة وإصرار، وهو ما عبّر عنه صاحب السمو في البيت الثاني من هذا المقطع حيث تجسّد العز كله في هذا العلم الذي هو ثوب الوطن وعباءة فخره ومجده، وجاءت الألوان الأربعة لكي تلخص كل الرمزيات التي تدلّ عليها شارة العلم الذي هو تلخيص لشخصية الدولة والإنسان.

حفظ الله الإمارات عزيزة منيعة، وأدام عليها الخيرات، وجعلها دار عزّ وأمان، وأسبغ على شعبها الطيب الأصيل نعمة الأمن والاستقرار، وأطال الله في عمر قادة الوطن الذين نتعلم منهم كل هذا الوفاء لوطن الخير والحب والعطاء، ورحم الله القادة المؤسسين الذين نذروا أنفسهم لبناء هذا الوطن الطيب، وغادروا هذه الدنيا وعيونهم توصي الوارثين بالوطن والإنسان، فعلى أرواحهم الطيبة كل سلام، وأنار الله قبورهم بالروح والريحان.

Email