قيمتك الحقيقية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كانت تلك الأم المجتهدة، التي لا تعرف الكلل، تعمل مديرة في إحدى المؤسسات، وطالما كانت تبذل أقصى جهد ممكن، لتوازن بين مسؤولياتها الأسرية والوظيفية، لاعتقادها بأهمية الدورين وطموحها في إرضاء وخدمة الجميع بوضعهم دائماً في المقام الأول على حساب صحتها ونفسها ووقتها، مكتفية بما تناله من تقدير وثناء من حولها. كانت تضحي بوقت النوم الكافي، وتتخلى عن ممارسة الرياضة، وكل وسائل الترفيه، لتتمكن من تلبية متطلبات الأسرة والعمل، واستمرت على هذا الحال حتى أصيبت بنوبات إجهاد شديدة، وانتهى بها الأمر في المستشفى لفترة طويلة. الشيء الذي تفكر فيه أكثر من مرة، وتضيف إليه شعوراً وأحاسيس يتحول إلى معتقد.

بدلاً من إيمانك التام بأنك جدير، وتستحق محبة الناس، فإنك تسمح لمعتقداتك السلبية أن تبرهن لك أنك شخص غير كامل، ولديه الكثير من النواقص، حتى تصبح بأمس الحاجة إلى محبة واستحسان الآخرين، لملء تلك النواقص، التي كان من الممكن أن يملأها حبك وتقديرك لذاتك، وبالتالي بدأت بالتأثير بطريقة أو بأخرى على طريقة تعاملك مع الآخرين، ومع نفسك.

تأكد أنك انعكاس لما تؤمن به، والأشخاص الذين يسعون دائماً لإرضاء الآخرين معرضون بلا شك، للوقوع في حالة من العذاب النفسي والشعور بالذنب والقلق المفرط عند رفض طلباتهم، كما يشعرون بالذنب وانعدام القيمة حيال الاعتناء بأنفسهم.

حاول أن تعيد برمجة المعتقدات المغلوطة بإدراك قيمتك الحقيقية، والتعرف على نقاط قوتك، وتذكر أنه ليقبلك الناس كما أنت لا بد أن تحب وتقبل نفسك أولاً.

حافظ على حالتك النفسية بمعرفة كيف تكون أفضل صديق لنفسك باحترام حاجاتك ورغباتك، واحرص على أن تنأى بنفسك عن الأفكار المدمرة، التي تتسلل إلى نفسك لتنذرك بأنك لن تحصل على قبول وحب الآخرين، ما لم تقم بتلبية رغباتهم، فمن يحبك فعلاً لن يربط استمرارية علاقتك به بقيد أو شرط.

Email