حيّاكمـ

رحلة ثرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الرحلة إلى معرض «إكسبو 2020 دبي» ثرية، كونها تفتح أمامنا آفاقاً عدة، ندرك بعضها ونجهل أخرى، فالمعرض الدولي لا يفتح عيوننا على ثقافات الدول وحسب، وإنما يطلعنا على إمكانياتها وما تمتلكه من أفكار ورؤى تمهد بها طريق المستقبل أمام الأجيال القادمة.

تلك الرؤى تدعونا لأن نتخيل شكل العالم بعد عقود من الزمن، وكيف سيصير شكل الحياة، يكشف لنا عن التحديات التي قد تواجهنا مستقبلاً، ويدعونا لأن نضع لها الحلول المناسبة.

معظم الدول المشاركة في الحدث الدولي، كشفت عن رؤاها، بعضها يمتد نحو الأمام إلى عقد، وأخرى لأطول من ذلك، وهو ما يؤكد لنا أهمية التخطيط الاستراتيجي، الذي يتيح لأصحاب القرار، معرفة المستوى الذي ستكون فيه دولهم بعد عقود من الآن، ذلك لابد أن ينسحب أيضاً على الشركات والأفراد، فالتخطيط دائماً حليفه النجاح بلا شك.

الرحلة إلى معرض «إكسبو» تكشف لنا عن إمكانيات دبي والإمارات، وقدرتها على تنظيم حدث دولي بهذا الحجم، وتأمينه وتوفير كل احتياجاته اللوجستية، ومعها تلبية احتياجات الناس والزوار، وكيف يمكن الاستفادة من هذه التجربة مستقبلاً.

قد يبدو الحكم على نجاح هذه التجربة مبكراً، ولكن بلا شك إنها أسست لخبرات عدة كنا بحاجة لها، ويمكننا الاستفادة منها مستقبلاً في تنظيم أحداث ومؤتمرات ومعارض دولية ضخمة، لقد بينت لنا هذه التجربة كيف يمكن التعامل مع التحديات وتجاوزها بطرق مختلفة، وكيف يمكن توظيفها لصالح الحدث والدولة، لذا فالإرث الذي سيخلفه معرض «إكسبو 2020 دبي» باقٍ على الأرض، وفي الذاكرة أيضاً، هذا الإرث لن يكون قاصراً على المكان فقط، وإنما هو أكبر من ذلك، ما يجعل من التجربة مهمة وتستحق الاهتمام والدراسة أيضاً، لما تحمله من علامات جيدة، سواء في الإدارة أم الدبلوماسية الناعمة أم التخطيط الاستراتيجي وغيرها.

Email