يوم العلَم وثقافة الانتماء

ت + ت - الحجم الطبيعي

ستحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد أيام قليلة، بـ «يوم العلم»، الذي يوافق الثالث من نوفمبر كل عام، وهي بالتأكيد مناسبة مهمة لإبراز مظاهر الانتماء والولاء لدولتنا الحبيبة، باعتبار أن العلم هو رمز الدولة وسيادتها ووحدتها، وهو رايتها الخفاقة، التي يتم رفعها في كل محفل وكل مكان، تجسيداً لحضور الدولة، وعلو هامتها، وتميز مكانتها الإقليمية والدولية.

ولا شك أن احتفال هذا العام، سيكون مميزاً ومختلفاً، لأنه العام الذي تحتفل فيه دولة الإمارات بعامها الخمسين، وبنهاية نصف قرن من مسيرتها التنموية والحضارية الرائعة، والانطلاق نحو خمسين أخرى جديدة، بطموح لا تحده حدود، وإرادة سياسية صلبة، تصر على أن تكون الإمارات الرقم واحد في العالم في كل المؤشرات التنموية. نصف قرن مرت، كان علم الإمارات فيها مرفوعاً خفاقاً، وقف شاهداً على كل الإنجازات غير المسبوقة التي شهدتها الدولة، والتي جعلت من هذا العلم بألوانه الأربعة، معروفاً للقاصي والداني في هذا الكوكب، بل إنه تجاوز حدود الكوكب، ووصل لمحطة الفضاء الدولية حول الأرض، وأيضاً للمريخ مع رحلة مسبار الأمل، الذي حمل إنجازات الإمارات وطموحها وعلمها إلى فضاء الكون الواسع.

وبالتأكيد، سيظل هذا العلم يرفرف خفاقاً عالمياً، ليرافق مسيرة الإمارات في الخمسين عاماً المقبلة، وهذا ما أشار إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بشكل واضح، قائلاً: إن «علم الإمارات، يشكل رمز الدولة والسيادة والوحدة للخمسين الماضية، وسيبقى معنا للخمسين القادمة، ليرسخ الانتماء والولاء والمحبة لتراب الإمارات».

علم الإمارات بالنسبة لنا، نحن المواطنين، ليس مجرد شعار لدولتنا الحبيبة ورمزاً لها، بل هو رابط انتمائنا لها، وولائنا لقيادتنا الرشيدة، وهو مرسوم، بل محفور، في قلوبنا وعقولنا، ورفعه عالياً خفاقاً في كافة الأماكن والمحافل، هو هدفنا الأول. وأكبر تشريف لنا، هو أن نقف لنمثل الدولة تحت راية هذا العلم، فشعور الفخر والاعتزاز والثقة بالانتماء للإمارات وقيادتها، لا يضاهيه أي شيء آخر.

وما يزيد من قيمة هذه المناسبة، ويعزز من فخرنا بها، هو أن تاريخ الثالث من نوفمبر، هو نفسه التاريخ الذي تولى فيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مقاليد الحكم في دولة الإمارات، فهذا القائد الحكيم، الذي أطلق مسيرة التمكين، وأكمل مسيرة زايد الخير، طيب الله ثراه، في بناء وطن قوي ومتماسك ومتطور، ينظر إليه باعتباره نموذجاً وقدوة في الأخذ بأسباب التقدم والتنمية، ويعيش جميع أبنائه في رفاهية وازدهار، يستحق منا جميعاً، مواطنين ومقيمين، أن نعبّر له عن امتناناً العظيم، لما قام ويقوم به من جهود، من أجل رفعة الإمارات ورخاء شعبها، وهي جهود لن نوفيها حقها، مهما فعلنا.

الاحتفاء بيوم العلم، وبكل يوم وطني من أيام وطننا الغالي، هو جزء من ثقافة الانتماء لدينا، نحن أبناء الوطن، تجاه هذا الوطن الغالي، وتجاه قيادتنا الرشيدة، ومن ثم فليس من الغريب أن نشهد هذه المظاهر المتعددة والكثيرة من قبل مؤسساتنا ومواطنينا، وحتى من قبل شركائنا في الوطن، من المقيمين فيه، للتعبير عن حبهم وانتمائهم وتقديرهم للنهضة التي تشهدها الدولة، والتي ينعم في ظلها الملايين من البشر.

 

* كاتبة إماراتية

Email