صقور الفضاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

كصقرٍ تتوقّد عيناه بالعزيمة والإرادة، وببشاشة وجه هو من معدن الكرم، ظهر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بين مجموعة من أبناء الوطن ممن نذروا أنفسهم للتقدم به ورفعة شأنه من خلال انخراطهم في مشروع الإمارات المتميز للفضاء، وهو المشروع الذي كان حلماً يراود الرجال المؤسسين وفي طليعتهم طيب الذكرى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، ليكون ذلك الحلم وديعة تستحق كل صيانة في أيدي رجال الحكم في بلادنا السعيدة برجالها، ولتتقدم خطوات شاسعة في هذا الميدان من خلال إنجازات متحققة على أرض الواقع جعلت من الأحلام واقعاً ملموساً يمنح الوطن أعظم مشاعر الفخر، ويؤكد للعالم أن هذه الدولة ماضية في سبيل تحقيق جميع أهدافها التي كانت تدور في فلك المستحيل لكنها بالعمل الدؤوب، والإرادة القوية، والرغبة الصادقة في رفعة الوطن أصبحت واقعاً نتلمسه ونستمد منه مزيداً من مشاعر الاعتزاز ببلدنا الطيب ومنجزاته الرائعة.

في هذا السياق من الاهتمام الحثيث بمسيرة الوطن في مجال علوم الفضاء، نشر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد تدوينة على حسابه في إنستغرام توثق زيارة صاحب السمو لمؤتمر الفضاء الدولي المنعقد في الإمارات، حيث تعكس هذه الزيارة عمق الاهتمام الذي يوليه صاحب السمو لمشاريع الفضاء التي تفخر الإمارات العربية المتحدة بإسهام فاعل في مسيرتها الحالية، وقامت بخطوات جعلت منها شريكاً فاعلاً في علوم الفضاء مثل المشاركة في محطة الفضاء الدولية برائد الفضاء هزاع المنصوري، ومثل إرسال مسبار الأمل للدخول في مدار خاص حول المريخ لم يسبق للبحوث الفضائية الدخول فيه، وها هي الإمارات تواصل نشاطها القوي باحتضانها لهذا المؤتمر على أرضها والذي حظي بهذه الزيارة الكبيرة من لدن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد تأكيداً منه على مواصلة السير في هذا الطريق الذي اختارته الإمارات عن وعي وبصيرة وتصميم لا يعرف التراجع ولا التردد والنكوص.

لقد شارك في هذا المؤتمر مئة وعشر دول، وهذا رقم يعني الكثير من الثقة بدولة الإمارات وكونها واحدة من الدول التي تستطيع استضافة مؤتمر بهذه الضخامة من حيث عدد المشاركين، ويطرح هذا المؤتمر 2800 ورقة بحثية وعلمية مختصة بعلوم الفضاء، وهذا رقم مهول يشهد بكثافة البحث العلمي ومدى الاهتمام الذي توليه الدول المشاركة لهذا المؤتمر الذي تتشرف دولة الإمارات بإقامته على أرضها المضيافة، حيث سيكون لهذه البحوث أكبر الأثر في تطوير مسيرة علوم الفضاء على المستوى العالمي، وستكون النتائج في غاية الإفادة للإمارات التي تدرك عمق الأثر الناشئ عن استضافة مثل هذه المؤتمرات، لأن هذا النشاط يصقل خبراتها، ويثري تجربتها، ويزيد من معارفها، وليس غريباً على هذا الوطن أن يستضيف مثل هذه المؤتمرات الدولية التي تعكس صدق الثقة به، فالإمارات ومنذ مدة طويلة قد انتهجت سياسة المنافسة العالمية لأن ذلك يدفعها إلى تحسين قدراتها، وتدريب أبنائها لكي يكونوا على مستوى المنافسة العالمية في جميع مسارات التقدم والإبداع.

وتعليقاً على هذا الحدث الكبير على أرض الوطن كتب صاحب السمو قائلاً: «فخور باستضافة الإمارات لهذا الحدث العلمي»، فكل إنجاز في هذا السياق وغيره من السياقات هو إنجاز للوطن كل الوطن، ومركز محمد بن راشد للفضاء هو منذور لخدمة الوطن، لا بل إن صاحب السمو لا يتوانى إطلاقاً عن إهداء أي إنجاز كبير في علوم الفضاء للأمة العربية الإسلامية تأكيداً منه على التلاحم القوي بين جميع أبناء الأمة، فكيف إذا كان الأمر متعلقاً بهذا الوطن الذي أهداه صاحب السمو عمره وجهده طيلة مسيرة حياته في خدمة وطنه الذي أحبه حدّ العشق، وكتب في محبته أروع الترانيم والألحان.

ثم يتابع صاحب السمو الإفصاح عن مشاعر الفخر التي تغمر قلبه وهو يرى هذا الحدث العلمي الكبير فيقول: «وفخور بفريق عملنا، ومتفائل بمستقبل قطاعنا الفضائي وكوادرنا»، لتكون هذه الكلمات نوعاً مألوفاً من التشجيع والفخر الصادق الذي يحرص صاحب السمو على ترسيخه في الوجدان العام لأبناء الوطن، فهم كنزه المذخور، وهم رأس المال ومرابح الوطن، ونبرة الثقة بهم لا تفارق كلمات صاحب السمو، الذي يعتبر أن تشجيع الفرق العاملة هو من علامات القيادة القوية الواثقة، لتظل هذه المسيرة الرشيدة محفوفة بعين العناية من القادة المخلصين لهذا الوطن الذي أحبهم، فأخلصوا له الحب، ومنحوه أصفى مشاعر الودّ، ولا غرابة على هؤلاء الفرسان الذين تجري في عروقهم دماء زايد وراشد وحكمتهم وصادق محبتهم للوطن وأبناء الوطن، فهم القابضون على جمر الوفاء، وهم الفرسان الذين لا يكونون إلا في مقدمة الطلائع المندفعة في بناء مجد الوطن وإعلاء شأنه ورفعة بنيانه.

 

Email