«مسارات حياتية»

تجربة التغيير

ت + ت - الحجم الطبيعي

التغير الاجتماعي ظاهرة تمتاز باستمراريتها فهي لا تكاد تتوقف، ما أن يصل الإنسان فيها إلى مستوى معين، حتى يطلق العنان لعينه نحو مستوى أعلى، والتغير عادة يصاحبه التطور، الذي يؤمن للإنسان مزيداً من الراحة والديمومة، لذا فالتغير والتطور بمثابة رفيقين، لا يمكن التفريق بينهما، والمجتمع يحتاجهما معاً. ومنذ أزل التاريخ، والإنسان لديه نزعة التغيير ورغبة عالية في التطور والانتقال، وعلى مدار الزمن لمسنا ذلك، مجتمعات بأكملها تغيرت، وعاشت لحظات انفتاح على الآخر، أسهمت في تحريرها من الانغلاق على نفسها، ذلك الانفتاح كان كفيلاً بأن يوصلنا جميعاً إلى نوعية الحياة التي نحياها اليوم.

لكن الانفتاح والتحرر من الانغلاق، يحتاج دائماً إلى قرارات صلبة، وخطط استراتيجية واضحة، وعملية تطوير شاملة في كافة صنوف الإدارة، على ضوئها يمكن لنا معرفة مواطن الخلل والضعف، والعمل على تصويبها ووضعها على مسارها الصحيح، بهدف الوصول إلى ما نطمح إليه من مكانة عالية، وراحة وهدوء، وتحقيق ما في جعبتنا من أهداف وأحلام.

لتحقيق ذلك، فنحن بحاجة إلى إدارة تدرك تماماً طبيعة الخط الذي تسير عليه، ونحتاج إلى قائد يتمتع برؤية ثاقبة، وعين نافذة ترى الأشياء التي لا يمكن للآخرين رؤيتها، قائد يمتلك القدرة على إحداث التغيير وبالتالي نقل المجتمع نحو مستويات أخرى، أكثر رفعة ورقياً وتطوراً، مجتمع لديه القدرة على التعامل مع تغيرات الواقع والحياة برمتها، ويتعامل معها بمرونة عالية، تمكنه من تحقيق التنمية المطلوبة.

على مدار السنوات الماضية، عاش المجتمع الإماراتي هذه التجربة، وكانت ناجحة بامتياز، بفضل الرؤية الواضحة التي امتلكتها قيادتنا الرشيدة، وها هو المجتمع بدأ بقطف ثمار التجربة، من خلال نوعية المشاريع الحيوية التي تمضي بها الإمارات، والتي مكنتها من معانقة المريخ، وارتياد الفضاء، وهو حلم كان قد راود المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قديماً، وأصبح اليوم واقعاً.

 

Email