منصة حيوية

ت + ت - الحجم الطبيعي

زيارة واحدة لمعرض «إكسبو 2020 دبي» لن تكون كافية لاستكشاف ما يضمه بين جنباته، فمساحته كبيرة، وحجمه يفوق توقعاتك، وفي كل مرة تطأ فيها أرضه، تشعر وكأنك تدخله للمرة الأولى.

لذا تبدو الرحلة في دروبه ثرية، فخلالها سترى العالم أجمع وقد التقى تحت سقف واحد، ستتلمس ثقافاته وتعاين ما بينها من اختلافات، ستتعرف على موسيقاه وفنونه، وستتنفس عطوره وروائحه الزكية، وتستمع إلى خبراء الاقتصاد والمال والأعمال، وتكتشف ما تجود به عقول المواهب من أفكار جديدة، بعضها قد يبدو لوهلة ضرباً من الخيال، وأخرى تسري في عروقها نبضات الحياة.

في «إكسبو 2020 دبي» ستتلمس قضايا العالم وتستمع إلى لهجات ولغات متعددة المنابت، ستتوقف لوهلة لتسأل نفسك عن مدى عظم الأرض وما تحمله على سطحها من بشر، لا ينطقون لغة واحدة، ولا يمتلكون ذات الرؤى المستقبلية، حيث كل مجموعة لديها خططها وإدارتها ووجهات نظرها، وطرقها الخاصة في الترويج لنفسها.

ولكن القاسم المشترك بينها يظل كامناً في الإنسانية التي توحدنا جميعاً وتضعنا على خط واحد. ذلك القاسم هو سبيلنا الوحيد لحل المشكلات والقضايا التي يعاني منها الملايين حول العالم، سواء فيما يتعلق بقضايا المناخ وما يتبعه من تغيرات كثيرة، أو تلك التي تتعلق بالتنمية والغذاء وما يرافقها من آلام الجوع التي تصيب الملايين حول العالم، وهي مشكلة فرضت نفسها على أجندة دول العالم أجمع، التي بدأت السعي لإيجاد حلول مستدامة لضمان مستقبل أفضل للأجيال المقبلة.

قضايا المناخ والغذاء والاستدامة مطروحة على طاولة «إكسبو 2020 دبي»، وشكلت جزءاً أساسياً من برامجه وفعالياته، وهو ما جعل من المعرض الدولي منصة حيوية عالمية التقت عليها رؤى الدول التي اتفقت في وجهات نظرها حيال هذه القضايا، وتنافست في إطلاق مبادراتها الخاصة، والتي تتواءم تماماً مع استراتيجية «إكسبو 2020 دبي» الهادفة إلى تعزيز ممارسات الاستدامة، ما يسهم في إحداث آثار إيجابية واسعة النطاق.

Email