لقاء المُحمّدَيْن لقاء الخير في جناح الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

محظوظةٌ هي الإمارات بوجود هذين الفارسين الساهرين على أمنها واستقرارها ومصالح شعبها، وهما الرجلان اللذان لا يلتقيان إلا على حبّ الوطن وإرادة الخير له، ليواصلا سيرة حميدة تعرّفا على أبجديتها في مدرسة أشياخ الوطن ورجاله الكبار: زايد وراشد ومَنْ عاصرهما من فرسان الرأي والحكمة والبصيرة من رجال هذه البلاد الطيبة السعيدة بأبنائها.

فحين يلتقي صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، مع سَميِّه وعَضيده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فإن روح البُشرى تسري في جنبات الوطن، ويشعر الجميع بنوع عجيب من الراحة الصادقة التي تعكس عمق الثقة بهذه القيادة المُتآلفة والتي تعاهدت منذ زمن طويل على حب الوطن، والعمل المخلص الدؤوب في سبيل رفعته وعلوّ مكانته الحضارية بين الشعوب والأمم.

في تدوينة عابقة بعطر الإخاء والمحبة، كتب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد كلمة نابعة من قلب صافٍ على حسابيه في تويتر وإنستغرام عبّر فيها عن اللقاء الذي جمعه بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في جناح الإمارات في معرض إكسبو دبي 2020، ليكون هذا اللقاء دليلاً ساطعاً على مدى الاهتمام الذي تُوليه القيادة لهذا المعرض الذي أقيم أساساً من أجل الارتقاء بنوعية الحياة للشعب الإماراتي.

وتحقيق المزيد من مصادر الدخل الكفيلة بترقية الحياة شكلاً ومضموناً، ولقد سبق لصاحبَيْ السمو زيارة كثير من الأجنحة التابعة للدول الشقيقة والصديقة تعبيرًا عن عمق الاهتمام بجهود الدول المشاركة، واحترام ثقافات هذه الدول، وتأكيد روح التسامح والانفتاح التي تنتهجها دولة الإمارات في علاقاتها مع المجتمع الإنساني، واليوم وفي رواق الوطن اجتمع الفارسان في صورة زاهيةٍ تجمع بينهما كما هو الشأن دائماً بين هذين الرجلين، ونقش صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد روح هذا اللقاء في هذه التدوينة الجميلة الرشيقة التي افتتحها بقوله: «خلال لقائي اليوم مع أخي محمد بن زايد في جناح الإمارات في إكسبو 2020».

بعد ذلك سلّط صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد الضوء على مغزى هذا اللقاء وفي هذا المكان تحديدًا، حيث أنعشت كلماته الروح الوطنية، وأكّدت أهمية هذا الحدث الذي يحمل تباشير الخير بمستقبل أفضل للوطن، كلّ الوطن، وبحسب عبارة سموه فإن «لقاءات إكسبو هي لقاءات المستقبل، ولقاءات الأفكار الكبيرة» ليلخّص بهذه الكلمات الرصينة جوهر الغاية التي نشأ لها معرض إكسبو كأكبر معرض دولي يحتفي بالإنسان وإبداعاته، ويفتح أمامه دائماً نوافذ المستقبل وأبوابه على مصاريعها، فالمستقبل وما يدور في فلكه.

وما يحمل من التحديات وما يوجب من استعدادات، هو الهاجس الأكبر لكل القوى والفعاليات المجتمعة في هذا المعرض الضخم، ومعروف لدى كل عاقل أنّ المستقبل الزاهر المملوء بالحيوية والإنجاز لا تصنعه المواهب المتواضعة بل هو ثمرة الأفكار الخلاقة، والعواطف الكبيرة المقبلة على الحياة النشيطة المبدعة، فهو من خصائص الإنسان الذكي الموهوب، ولا تنفتح أبوابه للكسالى والنمطيين الذين يحترفون الروتين، ويكتفون بأقل القليل من الإنجاز على ظهر هذا الكوكب الجميل.

ثم يتابع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد إضاءة الحقيقة الجوهرية العميقة لمعرض إكسبو حين يجزم بأن اللقاء في إكسبو وبحسب عبارة سموه هو «لقاء العقول العظيمة لصنع مستقبل أجمل بإذن الله»، والعقول العظيمة لا يمكن أن يتفجّر عطاؤها إلا بالتلاقح مع خيرة العقول الإنسانية، وأكثرها ذكاءً وإبداعًا، ومن هنا جاء معرض إكسبو دبي 2020 ليكون عبر مسيرته الطويلة احتفاءً عالميًّا بالذكاء الإنساني والخبرات البشرية التي تنمو وتزدهر بالتعارف، وتؤتي ثمارها الناضجة بالتعاون المشترك بين جميع الأمم والشعوب.

ثم كانت هذه الخاتمة النابعة من وجدان قائد فارس عاشق لهذا الوطن، حين دعا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد للإمارات بالحفظ ودوام العزّ والمجد، فكل ما يقوم به سموه ورجال الدولة إنما هو من أجل خير الإمارات وبقائها ماجدة عزيزة مرفوعة اللواء بين الأمم.

وأن يظل شعبها الأصيل الكريم في أرغد عيش وأهنأ حياة لأنه يستحق كل خير، وستظل هذه البلاد آمنة عزيزة ما دامت شاكرة للنعمة، متوحدة القلوب، متعاضدة السواعد، تصون ذلك الإرث الثمين الذي تركه لها شيوخ البناء ورجال التأسيس، الذين بذروا بذور المحبة بين جميع أبناء الوطن، ورسّخوا في قلوبهم ثقافة حب الآخرين، وعلّموهم أن الإمارات هي أولاً وثانيًا ودائمًا في أعمق نقطة من قلوبهم المترنّمة بحب الوطن، وفي الجفن من عيونهم الساهرة على أمن الوطن ودوام استقراره وكرامته بين الشعوب والأمم.

Email