ليبيا واستنساخ الفوضى

ت + ت - الحجم الطبيعي

كلما اقتربت ليبيا من المحطة الأخيرة في خريطة الطريق، التي تهدف إلى تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 ديسمبر المقبل، تطفو على السطح تحديات جديدة وعراقيل مختلفة، تسعى إلى الالتفاف على إرادة الشعب الليبي ومنعه من إجراء الانتخابات في الموعد المتفق عليه إقليمياً ودولياً، والذي تجلى في مؤتمري برلين الأول، والثاني وقرار مجلس الأمن رقم 2570.

ويقف وراء تلك المحاولات التنظيم الدولي للإخوان الذي يعلم علم اليقين أن إجراء الانتخابات في ظل هذه الأجواء المحلية في ليبيا والإقليمية في المغرب العربي سوف يخرجه من المشهد السياسي الليبي، كما خرج من المشهدين المغربي والتونسي، ولذلك يستميت هذا التنظيم في وضع العراقيل أمام الانتخابات، بل ويعمل على استنساخ الفوضى من جديد، من خلال دعوة ما يسمى «مفتي التنظيم» في ليبيا إلى تظاهرات دائمة ضد البرلمان الليبي، الذي سحب الثقة من الحكومة، ورغم أن عمل الحكومة لن يتأثر وستواصل عملها حتى إجراء الانتخابات، إلا أن دعاة الفوضى والتخريب يرفضون مناخ الاستقرار النسبي، الذي تعيشه ليبيا منذ وقف إطلاق النار في أكتوبر الماضي، فكيف يمكن قطع الطريق على مروجي الفتن وداعمي الميليشيات والمرتزقة؟ وإلى أي مدى يستطيع المجتمع الدولي دعم الإرادة السياسية للشعب الليبي نحو الاستقرار وبناء المؤسسات؟

سيناريو 2014

المعروف أن تنظيم الإخوان خسر الانتخابات في ليبيا عام 2014، وبدلاً من الجلوس في مقاعد المعارضة وانتظار الجولة الجديدة من الانتخابات، قام التنظيم من خلال الميليشيات التابعة له بالخطف والإرهاب والترويع، ولم يقبل بنتائج الصندوق، الأمر الذي أدخل ليبيا في الفوضى منذ عام 2014 وحتى اليوم، ورغم أن «الإخوان» لم يحصلوا على أصوات تذكر عام 2014، إلا أنهم استطاعوا من خلال اتفاق الصخيرات في 17 ديسمبر 2015 أن يحصلوا على أضعاف ما حصلوا عليه في صناديق الانتخابات، وهو السيناريو الذي يسعى التنظيم لتكراره في الفترة المتبقية حتى إجراء الانتخابات، بعد ما يقرب من 3 شهور فقط، ولهذا يدعو التنظيم إلى التظاهرات، ويعمل على تأجيج الانفلات الأمني في طرابلس بين الميليشيات، والذي أصبح سلوكاً يومياً، كما أن مواقف ما يسمى «المجلس الأعلى للدولة» في طرابلس، والذي يسيطر عليه التنظيم يقول بكل وضوح: إن تنظيم الإخوان سوف يعمل بكل قوة من أجل عرقلة الانتخابات، وحتى إذا جرت سوف يستخدم الفوضى ونشر السلاح للالتفاف مرة جديدة على إرادة الشعب الليبي أملاً في تكرار سيناريو الصخيرات، والبقاء في صدارة المشهد السياسي الليبي خلال الفترة القادمة، لكن الشعب الليبي ومحور الاستقرار والسلام في المنطقة أصبح أكثر وعياً وإدراكاً لأهداف هذا التنظيم، الذي خسر كل أوراقة في المغرب العربي عبر الفشل في تجربة الحكم في كل من تونس والمغرب.

Email