«كورونا» وجائحة الحروب

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل قرابة سنة ونصف أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس هدنة إنسانية عالمية بما يسهم في توحيد الجهود لمواجهة وباء «كورونا»، لكن للأسف الدعوة لم تلقَ صدى عند معظم البلدان التي تشهد النزاعات بل الوضع استفحل، فبدلاً من أن يكون العالم في خندق واحد لمواجهة تداعيات الجائحة بات العالم مشتتاً في ظل الأنانية والمصالح.

كلما تجنَّدت منظمة الصحة العالمية لمحاربة فيروس «كورونا» المستجد على الإنسانية، ارتفعت أصوات البنادق في منطقة وأخرى بما يعيق جميع المجهودات في محاصرة الوباء وتأمين وصول المساعدات الإنسانية والصحية للمجتمعات المتضررة في وقت ينبغي ألا يغيب عن أذهاننا أن القانون الدولي الإنساني يقدم ضمانات بالغة الأهمية للمتضررين من النزاعات المسلحة، حتى في ظل تفشي الجائحة.

حقيقة إننا لا نملك أسلحة كثيرة لمواجهة الجائحة، ولكننا نملك سلاح الأمل في وقف النزاعات المسلحة، والسماح للأشخاص في هذه المناطق الاستفادة من اللقاح، ولا يزال بإمكان عدد من البلدان التي تشهد نزاعات وضع الخلافات جانباً وإسكات أسلحتها لصالح أمن وسلامة الجميع،

ويجب أن ننظر إلى الصحة والأمن كجزء من مجموعة مترابطة، حيث يؤثر أحدهما على الآخر. إذاً إن الحفاظ على الاستقرار في أي بلد يتطلب تركيز الجهود الوطنية على مواجهة مخاطر انتشار فيروس «كورونا»، وتحجيم الأضرار التي ستصيب مجتمعاتها وقطاعاتها الصحية.

لقد أهدرت العديد من البلدان فرص إحلال السلام، لكن إن توفرت الإرادة السياسية لدى قادة دول النزاعات القائمة، يمكن تحصين الشعوب من الحروب والوباء أيضاً، والتركيز معاً على المعركة الحقيقية من أجل حياة البشرية، حيث إن هذه الجائحة تعد تذكيراً صارخاً بأهمية التعاون العالمي. وإيقاف صور القتل والدمار هو نصف المسافة لربح معركة الوباء.

Email