إكسبو .. هدية دبي للعالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

من المصطلحات التي لا وجود لها في قاموس دولة الإمارات التنموي، وبات الكثيرون في العالم يؤكدونها من خلال مشاهداتهم، مصطلح المستحيل، وهو مصطلح يستخدم للتعبير عن المستوى التنموي، الذي وصلت إليه دولة الإمارات، وفي القلب منها إمارة دبي، التي غيرت الكثير من المعايير التنموية والمفاهيم النمطية في صناعة الإنجازات، وصارت «أيقونة» وأنموذجاً ليست في منطقة الشرق الأوسط فقط، ولكن لدى العديد من دول العالم، التي تعمل على استنساخ هذه التجربة، وقصص النجاح، مع أن الأمر ليس بتلك السهولة، والسبب هو أن في هذا النهج: رؤية قيادة لا تقبل غير النجاح.

وكلمة المستحيل اختصرت لدى الغير من الدول مسألة التوقف عن البناء والتنمية، خصوصاً في منطقتنا العربية، وهي تعني بالنسبة لهم أن الأمر يحتاج إلى قدرات أو عقليات خارقة وغير طبيعية لصناعتها، وبالتالي لم تنتقل بشعوبها إلى مرحلة التفكير أبعد من الملفات اليومية والآمال الصغيرة، في حين أن دولة الإمارات ألغت في رؤيتها التنموية هذه الكلمة، وحولت بدلاً عنها صناعة النجاح والمفاجآت، ما جعلها لا تجد أي صعوبة أو تحدياً في التعامل مع أي ملف مهما كان حجم صعوبته، فوصلت الفضاء كونها أول دولة عربية، وامتلكت أول برنامج نووي عربي سلمي، لكن لماذا كل هذا الاستعراض لمصطلح كلمة المستحيل، حيث صارت غير مستخدمة، ويكاد لا أحد يذكرها على المستوى الاستراتيجي، بل كل التحديات والمستحيلات تحولت لتكون فرصة مواتية في دولة الإمارات ودروساً مستفادة في مواجهة الأزمات؟!

لأن الحديث الدائر هذه الأيام عن استعدادات إمارة دبي افتتاح (إكسبو 2020 دبي)، الذي بقي عليه أقل من شهرين، وينتظر أن يكون هذا الحدث مكافأة إماراتية لشعوب العالم، بعد عامين من معاناة جائحة «كورونا» (كوفيد 19)، التي عجّزت العالم ورسمت صورة قاتمة لهم، كما ينتظر أن تكون هذه النسخة من إكسبو هي الأكثر إبهاراً للعالم، كما هي عادة دبي في كل الفعاليات الدولية، وبالتالي يكون (إكسبو 2020 دبي) مرحلة بين زمانين لهذه الفعالية، أضف إلى أنها ستشهد الكثير من التفاصيل عن دولة الإمارات، وإرثها الثقافي والإنساني.

ليس جديداً أي كلام عن إنجازات الإمارات ونجاحاتها التنموية، فعلى مدى تاريخها وهي تتقن هذه الرؤية، بل إنها تفاجئ شعبها (مواطنين ومقيمين) مع إدراكهم بالنتيجة، التي ستحصل قبل أن تفاجئ الآخرين، حتى يسود اعتقاد، من هول المفاجأة، أن القادم في دولة الإمارات هو المستحيل، ولكن يجدون أن تلك الكلمة لا وجود لها حقيقة، وهذا ما يجعل تحليلات المراقبين لحركة التاريخ في الإمارات فوق تنبؤاتهم، بما فيها تنبؤاتهم عن «إكسبو 2020 دبي»، فعلى سبيل المثال من كان يصدق أن الإمارات يمكن أن تحقق تلك الإنجازات التنموية، التي حققتها خلال أكبر أزمة «كورونا» في وقت حكومات عالمية تعلن عن عجوزات في ميزانياتها وتأخير في المشاريع والمبادرات.

هناك عاملان اثنان مهمان لتفسير رؤية دولة الإمارات في صناعة النجاح، العامل الأول: يتمثل في امتلاك القيادة الرشيدة رؤية تنموية، تهدف لخدمة الإنسان بكل أبعاده، وهذه الرؤية ممتدة منذ أيام الآباء المؤسسين لهذه الدولة، وهذا ما يفسر استمرارية «قصة النجاح التنموية» للإمارات التي خطفت أبصار الكثيرين ممن سبقونا في مجال الحضارة الإنسانية، وتكوين المجتمعات.

العامل الثاني في استمرار القدرة على إبهار الدنيا أو العالم هو: الاستثمار في الإنسان، بدأت في الإنسان الإماراتي، واليوم شملت كل المتميزين في العالم من خلال الإقامة الذهبية باعتبار أن الإنسان هو الثروة الحقيقية للدول، فلم يعد سراً أن دولة الإمارات هو المكان المفضل لصناعة قصص نجاح، وأصبحت دولة محورية في المنطقة في كل المجالات التنموية، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا كونها بيئة للاستقرار، وتسمح للجميع بالعيش المشترك وصالحة لكل المختلفين في الثقافة والدين.

«إكسبو 2020 دبي» واحدة من قصص النجاح التي تصنعها دبي، وتبهر بها العالم، بل التوقع أن دبي ستُدخل (إكسبو) مرحلة جديدة، وتجعل منه باستضافتها معياراً جديداً لمن يريد استضافته.

Email