لبنان وهدر الوقت

ت + ت - الحجم الطبيعي

تسيطر الضبابية على المشهد الحكومي في لبنان، رغم التصريحات الإيجابية من رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، بعد كل لقاء مع الرئيس ميشال عون، لكن مع كثرة اللقاءات دون أي حلول ملموسة، فسيدخل التأليف في رتابة ما بعدها رتابة، في ظل حرص قوي على عدم إخراج الخلاف للعلن، ووضعه في دائرة مغلقة، فيما لا يزال اللبنانيون عالقين بين ثنائية الفراغ والانهيار، فمن الضروري عدم إهدار مزيد من الوقت، ووجود جدية بالانتهاء من الحكومة، وعدم البقاء في دائرة الترقب أو الانتظار.

الكل كان يتمنى أن تخرج الحكومة للعلن قبل تاريخ 4 أغسطس الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيرت، لإعطاء أمل للبنانيين في غد أفضل، يزيح عنهم مآسي الحادثة، ولأن هناك حكومة ودولة، لكن تجاهل الرئيس مسألة المداورة خلق إشكاليات في مسار تشكيل حكومة ميقاتي على غرار ما حصل للحريري، حيث لم يتم حل عقدتي الداخلية والعدل، وهكذا ثنائيات تلاحقها ثنائيات، إذ تدور المشاورات في حلقة التعقيدات ذاتها الآسرة للحكومة في محاولة محتملة للمماطلة، وإضاعة مزيد من الوقت لمصالح خاصة أو خارجية، ومن حق الشعب الذي اكتوى بنار الغلاء، ونار عدم الاستقرار معرفة من يراوغ في تشكيل الحكومة الجديدة.

البلد يحتاج إلى إنقاذ، حيث إن أوضاع الناس وصلت لحد الانهيار الشامل بالرغم من أنه من دون وجود حكومة، لا يمكن التوصّل إلى حلول حقيقية لما يعانيه الوطن، وتغليب المصلحة الوطنية العليا من منطلق الحاجة الملحة للشروع الفوري بتنفيذ إصلاحات جذرية تستطيع بذلك حل الأزمة الاقتصادية ونيل ثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي، وحان الوقت لإنهاء حالة الشلل القائم، والاستماع إلى دعوات اللبنانيين اليائسة، وصولاً إلى توفير الحلول للشعب والوصول إلى توافق وطني بين كل القوى السياسية على مبادئ الوحدة الوطنية، عندئذ يكون لبنان تجنّب هدر المزيد من الوقت.

Email