البرنامج الوطني للمبرمجين.. خطوة جديدة لبناء اقتصاد المستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

خطت دولة الإمارات العربية المتحدة خطوة جديدة ومهمة على طريق الاستعداد للمستقبل وبناء اقتصاد معرفي مستدام يضمن استمرار التجربة التنموية الرائدة للدولة إقليمياً وعالمياً، وذلك بإعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» إطلاق «البرنامج الوطني للمبرمجين» الذي يتضمن حزمة من المبادرات الوطنية الهادفة إلى تطوير المواهب والخبرات والمشاريع المبتكرة المتخصصة في مجال البرمجة، وتسريع تبني تطبيقاتها وأدواتها في مختلف القطاعات الاقتصادية والمستقبلية.

المبادرة الجديدة تأتي تأكيداً على إصرار قيادتنا الرشيدة حفظها الله على المضي قدماً في خططها وسياساتها الرامية إلى تعزيز التحول نحو الاقتصاد الرقمي باعتباره المدخل الرئيس لتحقيق التفوق والازدهار في عصر الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة كما أنه يساهم في خلق فرص حقيقية مهمة للاستثمار الأجنبي المباشر. وتنفذ الدولة بالفعل العديد من خطط تعزيز الاقتصاد الرقمي من خلال تبني استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي (AI) واستراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، التي يتمثل أحد أهدافها في تعزيز الأمن الرقمي، الذي يتحقق بتبني سياسات الاقتصاد الرقمي وتقنيات المعاملات الرقمية (البلوك تشين) في الخدمات والمعاملات المالية.



ولاشك في أن هذه المبادرة الجديدة ستدعم بقوة سياسة التحول نحو الاقتصاد الرقمي وستعزز موقع الإمارات الإقليمي والعالمي في هذا المجال، فالمستهدف من البرنامج، كما أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد هو «تدريب واستقطاب 100 ألف مبرمج وإنشاء 1000 شركة رقمية كبرى خلال 5 أعوام وزيادة الاستثمار الموجه للشركات الناشئة من 1.5 مليار إلى 4 مليارات درهم».

كما يمثل البرنامج الوطني للمبرمجين تأكيداً لحرص قيادتنا الرشيدة على مواصلة جهود رفع كفاءة الموارد البشرية المواطنة وزيادة مهاراتها لتكون مواكبة للتحولات العالمية المتسارعة في سوق العمل وفي مجال الاقتصاد المعرفي، وذلك بالتعاون والاستفادة من خبرات كبريات الشركات العالمية في المجال الرقمي مثل «جوجل» و«مايكروسوفت» و«أمازون» و«سيسكو» و«آي بي إم» و«إتش يس» و«لينكدإن» و«نفيديا» و«فيسبوك» في تدريب هذه الكوادر المواطنة، إضافة إلى استقطاب أصحاب المهارات الرقميّة من مختلف أنحاء العالم، وتوفير البنية التحتية اللازمة لإنشاء وتوسيع عدد الشركات المبنية على الابتكار، لتتحول الإمارات إلى وجهة رئيسية في مجالات الابتكار والتحول الرقمي بما يسهم في الارتقاء بدورها الريادي والعالمي في تصميم المستقبل واحتضان المواهب ورواد الأعمال والأكاديميين والشركات الناشئة والعالمية تعزيزاً لمكانتها الرائدة عالمياً في مختلف المجالات الاستثمارية المستقبلية.

ما يميز البرنامج الوطني للمبرمجين ليس فقط الرؤية بعيدة المدى لقيادتنا الرشيدة ومرونتها في الاستجابة للتحولات العالمية المتسارعة من حولنا لوضع الإمارات في قلب هذه التحولات وتعزيز موقعها وريادتها الإقليمية والعالمية وبما يضمن استدامة ازدهارها المستقبلي، وإنما أيضاً هو ما يتضمنه من آليات محددة لتحقيق الهدف الذي وضع من أجله بما في ذلك إنشاء منصة شاملة تجمع بين مجتمع المبرمجين والقطاع الخاص والقطاع الأكاديمي، ودعم أصحاب الأعمال في إيجاد المواهب المتخصصة لتطوير مشاريع ابتكارية، ومنح التأشيرة الذهبية لأفضل المبرمجين العالميين، وتطوير خبرات المبرمج الإماراتي والوصول بها للعالمية، ودعم تأسيس شركات وطنية جديدة في مجال الاقتصاد الرقمي، ودعم المشاريع المجتمعية والإنسانية القائمة على البرمجة وغير ذلك العديد من الآليات والمبادرات التي يتضمنها البرنامج لتنفيذ الأهداف الموضوعة له.

بينما تستعد الإمارات للاحتفال بالخمسين عاماً الأولى لتأسيسها تتسارع الجهود والمبادرات والإجراءات التي تتخذها الدولة في مختلف المجالات والتي توضح أن الخمسين عاماً المقبلة ستكون أكثر ازدهاراً وتميزاً وألقاً للإمارات وشعبها، فبوجود هذه القيادة السياسية الواعية والحكيمة سيكون مستقبل الإمارات أكثر إشراقاً بإذن الله.

Email