تحقيق المنفعة العامة

ت + ت - الحجم الطبيعي
من مفردات الحياة التعاون على الخير، حيث إن وباء كورونا رغم شراسته إلا أنه وفر الدافع لبناء جسور الصداقة والإخاء لمواجهة تداعياته.
 
وحاجتنا لأن نتشارك معاً في العمل لتحقيق المنفعة العامة على اعتبار أن الإنسان فيه هو الفاعل والمفعول به، هو القاتل والمقتول، فالأوقات الاستثنائية تُعدُّ فرصة للتواضع والاعتراف بمحدوديتنا كبشر، وضرورة أن يظهر فيها التضامن الإنساني في أعلى مستوياته. وقد حان الوقت للإقرار بنقاط الضعف، وضمان أن تكون استراتيجيات التعافي مصممة للتغلب عليها.
 
المعركة المصيرية التي تُخاض في مواجهة فيروس كورونا لمنع تفاقمه، وإبطاء قوة انتشاره وتضييق مساحته إلى الحدود الدنيا، أثبتت أن الفيروس لا يمكن توقيفه إلا بضمان توفير اللقاح لكل دول العالم دون استثناء، وعلى الناس أن تتشارك مصيرها، وإرساء ممارسة جديدة تأخذ بكل المعطيات الراهنة من أجل حماية المصالح المشتركة للعالم بشكل أفضل بتطوير قدرات المجتمعات البشرية على مواجهة الأوبئة، والتركيز على تعميق التعاون الدولي.
 
وسيساهم ذلك في إزالة غمامة الحزن التي أثقلت كاهل البشرية.
 
ولكن إذا ظلت الأنانيةُ الضيقة هي التي تحكمُ عالمَ السياسة، فإن جائحةَ كورونا سوف تستمر فترة أطول ولن تفيد الحيل السياسية ، لأنه لن يكون أحد في مأمن حتى ينعم الجميع بالأمان. كما أن الوضع قد يؤدي إلى تفاقم العنف والاضطرابات الاجتماعية.
 
وغني عن القول أن الوباء أفرز مرحلة مفصلية في حياة الأمم والشعوب والمجتمعات، ومرحلة متقدمة في إعادة هيكلة الواقع العالمي من جديد، حيث يطرح على العالم اليوم فلسفة جديدة تقوم على الوعي والمسؤولية، وستدرك الدول الكبرى مسؤولياتها الأخلاقية نحو هذا العالم في ظل مشترك الإنسانية الذي يضمن الأمن والأمان الصحي والاجتماعي والاقتصادي لتتكشف خلالها أوراق الفرح ونوافذ الأمل وأبواب السلام.
 
Email