اللاجئون طيّ النسيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا شك أنه من عظمة الإنسانية، أن يخصَّص يوم يستذكر فيه الملايين من دول العالم، النازحين الذين فروا من ويلات الحروب والنزاعات القبلية، وأن تدرك الدول محنة ملايين اللاجئين، وتلتزم بتوفير المساعدة المنقذة للحياة، لأكثر الفئات ضعفاً، بحيث ألا تصبح هذه أزمة منسية. لكن للأسف، الواقع غير، حيث إن التعامل مع قضية اللاجئين اليوم قد تغير، بعزوف الدول عن استقبال اللاجئين، بإقامتها للعديد من الحواجز المادية والإدارية والقانونية، وإلغاء المساعدات والميزانيات المخصصة لهذه الفئة الضعيفة، بحجة تداعيات وباء «كورونا»، وكان من الأولى، قبل اتخاذ هذه التدابير المجحفة، العمل على إنهاء النزاعات التي تتسبب باللجوء، بما يساعد في عودة هؤلاء الأشخاص إلى وطنهم بكل كرامة.

هذه الفئة، كانت تعيش حياة طبيعية، قبل أن يصبحوا لاجئين، وحلمهم الأكبر، يكمن في أن يتمكنوا من العيش حياةً طبيعية مجدداً. ولكن أصبحوا اليوم يعيشون وضعاً مزرياً، بعد أن فقدوا دخلهم الضئيل بسبب الإغلاق.

إنهم يواجهون أزمة ثلاثية الأبعاد، لا سيما أزمة صحية، وأزمة اجتماعية - اقتصادية، وأزمة حماية. ونتيجة لذلك، فعلى الدول الكبرى والملتزمة بتقديم المساعدات، والدول المستضيفة، الارتقاء عن أي خطاب عنصري، وتحمّل المسؤولية في سبيل تقديم الحماية اللازمة لهذه الفئة، بمساعدتهم لتعزيز قدرتهم على الاستمرار بعد الجائحة، وعدم استثنائهم من الاستفادة من اللقاح.

هناك حاجة إلى أن يتضامن العالم مع المهجرين قسراً حول العالم، أكثر من أي وقت مضى، والتراجع عن وقف الدعم لمن تقطعت بهم السبل في المخيمات، بحجّة المحافظة على السلامة الصحيّة، فالجائحة لم تنتهِ، والمعاناة متواصلة، فهم كانوا يعيشون أصلاً على الحافة قبل الوباء، فإذا بهم يتوجهون إلى التهلكة.

حيث إن الاستجابة إلى الجائحة وحماية حقوق الإنسان، لا تجري بشكل متوازن. لذا، لا بدّ من اعتماد التدابير المناسبة بشكل آمن، ومع احترام حقوق الإنسان، بمواصلة توفي المزيد من الدعم للأشخاص المستضعفين.

Email