جرائم الحوثي المستمرة في اليمن.. متى يتحرك المجتمع الدولي؟!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تكن صورة الطفلة ليان طاهر ذات الخمسة أعوام، والتي عُثر على جثتها متفحمة، جراء الجريمة البشعة التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي الإرهابية في مدينة مأرب اليمنية، يوم السبت الماضي، سوى شاهد جديد على بشاعة الجرائم الإرهابية التي ترتكبها هذه الميليشيا بحق الشعب اليمني الشقيق، والتي زادت وتيرتها في الآونة الأخيرة، وسط صمت مخزٍ من المجتمع الدولي في مواجهة هذه الجرائم.

ليان لم تكن الطفلة الوحيدة بين ضحايا الهجوم الحوثي الأخير الذي استهدف محطة وقود في مدينة مأرب بصاروخ باليستي، فقد أدت هذه الجريمة إلى مقتل 14 مدنياً وإصابة آخرين بينهم طفل آخر، فضلاً عن احتراق 7 سيارات كانت واقفة تنتظر التزوّد بالوقود، كما احترقت سيارتا إسعاف كانتا قد هرعتا لإسعاف الضحايا، إثر استهدافهما بطائرة مفخّخة أطلقتها الميليشيا بعد دقائق من إطلاق الصاروخ، بيد أن مأساة الطفلة ليان تلخّص مأساة اليمن كله، فهذه الطفلة التي نزحت مع أهلها إلى مأرب بحثاً عن الأمن والأمان لاحقتها جرائم الحوثي إلى هناك لتفتك بها.

الجريمة الحوثية، جاءت تأكيداً لسلسلة من المواقف التي تثبت أن هذه الميليشيا المتمرّدة لا تريد الدخول في أي عملية سلام حقيقي، فقبلها بيومين خرج زعيم هذه الميليشيا عبد الملك الحوثي ليعلن بشكل واضح أنه «جزء لا يتجزأ من معادلة، تؤكد بشكل لا لبس فيه أن هذه الميليشيا هي ذراع إيرانية، وأنها جزء من مخطط إقليمي، وليست جماعة سياسية وطنية يمكن أن تدخل في حوار سياسي، أو تبحث عن مصالح الشعب اليمني. واللافت أن هذا التصريح جاء بعد يومين من لقاء الحوثي في صنعاء المبعوث الأممي مارتن غريفيث، الذي يقود مع المبعوث الأمريكي تيم ليندركينغ جهوداً مكثّفة لوقف الحرب وإحلال السلام في اليمن!

وقبل ذلك، واصلت هذه الميليشيا محاولاتها لاستهداف الأراضي السعودية وتحديداً بلدة خميس مشيط من خلال طائرة مسيّرة مفخخة اعترضتها قوات التحالف العربي ودمرتها، كما واصلت تهديدها لحركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، بالتزامن مع هجماتها على المدنيين في مأرب.

وعلى الرغم من الاقتناع الأمريكي بأن ميليشيا الحوثي هي المشكلة أمام تحقيق السلام في اليمن، وهي القناعة التي تجسّدت واضحةً في البيان الذي أصدرته الخارجية الأمريكية مطلع الأسبوع الحالي، بعد أيام من عودة المبعوث الأمريكي الخاص تيموثي ليندركينغ من المنطقة، الذي أكد بوضوح أن الحوثيين يتحملون المسؤولية الكبيرة بسبب رفضهم الانخراط بشكل هادف لوقف إطلاق النار، فإن واشنطن لم تتخذ خطوات جادة وفعلية ضد هذه الجماعة لوقف جرائمها البشعة ضد الشعب اليمني، أو لإجبارها على العودة إلى المسار السياسي ووقف ممارساتها الإرهابية.

قد تحرك جثة الطفلة ليان طاهر المتفحّمة بعضاً من ضمير المجتمع الدولي، لكن هذا الأخير وعلى رأسه الولايات المتحدة، مطالب بأن يتخذ إجراءات حاسمة في مواجهة هذه الميليشيا الحوثية وجرائمها، إذا كانت هناك نية جادة وصادقة في وضع حد لمأساة الشعب اليمني الشقيق، وإعادة الأمن والاستقرار للمنطقة.

وقد تكون إدارة بايدن في حاجة الآن لمراجعة موقفها بشأن رفع جماعة الحوثي من لائحة الإرهاب الأمريكية التي كانت إدارة ترامب قد وضعتها عليها، فالمؤشرات والأدلة أصبحت واضحة وضوح الشمس أمام واشنطن بأن هذه الجماعة إرهابية بامتياز.

 

 

Email