ليبيا والإرهاب الجديد

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع قرب استحقاق الانتخابات، الذي من شأنه تكريس الاستقرار والأمن في البلاد، تسعى العناصر الإرهابية في ليبيا، إلى تنفيذ مخططاتهم، من أجل الوصول إلى أهدافهم وأطماعهم في هذا البلد، من بينها زعزعة أمن واستقرار البلاد، وضرب المسار الانتخابي.

حيث إن عملية سبها الإرهابية، والتي جاءت في هذا التوقيت الحساس، الذي يشهد زخماً قوياً لبناء دولة المؤسسات، ترمي أساساً إلى إعادة البلاد إلى المربع الأول، ونسف كل خطوات التعافي السياسي والأمني في البلاد، لكن في المقابل، على السياسيين حمل هذه الرسالة على محمل الجد، بحشد القوى لإنقاذ البلاد من هذا السيناريو، والعمل على إيجاد حلول مقبولة للوضع السياسي الراهن، بعيداً عن المزايدات، وإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، دون أي تأجيل.

لا شك أن هناك مخططات لجهات خارجية بأيادٍ داخلية، لا تبحث إلا عن تأمين مصالحها المتضاربة في ليبيا، تحاول رسم مستقبل قاتم المعالم للدولة الليبية، لإبقائها بحالة اللا سلم، حيث إن لها مصلحة في عدم وجود دولة قوية، والإبقاء على واقع الصراعات والانقسامات، لأنه يتيح لها المجال للتحكم بعملية نهب الثروة النفطية في ليبيا، فلا بد أن نسمي هذا الذي يحدث لليبيا، باسمه الحقيقي: مؤامرة، ولا شيء آخر.

حيث إنها بدأت بمحاولة خلق الانسداد السياسي حول الاستحقاقات، وبث الفوضى، من خلال عودة الإرهاب الجديد، ولكن يمكن للليبيين إحباط ذلك، بِرصّ الصفوف، والعمل على استئصال الأفكار التي تغذي الإرهاب من جذورها.

وأثبتت التجربة أنّ محاربة الإرهاب، في ظلّ الانسداد السياسي، غير ممكنة، من دون تجاوز الخلافات، والتوحد في مواجهته، وسيكون من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، استعادة الاستقرار في ليبيا، وبناء دولة قوية، دون احترام المسار الدستوري للتسوية السياسية. البلاد على مفترق طرق خطير، وهناك خياران أمامنا، لا ثالث لهما.. إما إرساء مؤسسات قوية، أو الفوضى والدمار، علماً بأن التطرف ينمو ويتوغل أسرع، في البيئة المضطربة.

Email