هل يمكن إنقاذ أفريقيا؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

أفريقيا هي أكثر القارات التي تضررت اقتصادياً من جائحة كورونا، حيث شهد العام الماضي تباطؤاً شديداً في النمو وتراجعاً للقوة الشرائية وزيادة في نسب البطالة، كما تؤشر الأرقام إلى أن الناتج القومي للقارة لن يزيد كثيراً في العام الحالي، وإذا لم يتحرك المجتمع الدولي والدول الأفريقية قد تدخل أفريقيا في ركود طويل العام المقبل، وهو ما يهدد ليس فقط الدول الأفريقية بل النظام الاقتصادي العالمي، الذي بات أكثر هشاشة منذ جائحة كورونا، الأمر الذي دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لاستضافة قمة دعم الاقتصادات الأفريقية في مرحلة ما بعد كورنا، فما هي فرص خروج القارة من هذا التحدي الكبير؟

منع الانهيار

بينما تحتفل الشعوب الأفريقية بيوم القارة كان هدف مؤتمر باريس وغيره من الجهود الدولية منع انهيار الدولة في أفريقيا بسبب عجز كثير من الدول عن إطلاق مبادرات لتحفيز الاقتصاد، بل وصل الأمر لعدم قدرة بعض دول جنوب القارة في الحصول على قروض جديدة، ولذلك نجح مؤتمر باريس الذي شاركت فيه الإمارات ومصر والسعودية وغيرها من الدول العربية في بلورة احتياجات القارة ووضع خريطة طريق لمنع انهيار الدول الأفريقية، حيث تحتاج أفريقيا تمويلاً يصل إلى 285 مليار دولار حتى عام 2025 بعد أن خصص صندوق النقد الدولي حزمة تحفيز بــ 23 مليار دولار، بالإضافة إلى دعم حصول القارة على اللقاحات، حيث لم يتجاوز ما حصلت عليه القارة حتى الآن 38.03 مليون جرعة، وهو ما يهدد في أي وقت بأن تتحول القارة لبؤرة خطيرة لانتشار الفيروس.

ثمن باهظ

وفي الوقت الذي تراجعت فيه معدلات النمو الاقتصادي زادت العمليات الإرهابية ووصلت إلى مناطق جديدة في غرب وجنوب القارة لم تصلها من قبل، ووفق تقرير الأمم المتحدة حول الإرهاب في العالم فإن ضحايا العمليات الإرهابية في أفريقيا زادت في 2020 بنسبة 18%، كما أن بلاد مثل موزمبيق ودول الساحل والصحراء والصومال دفعت ثمناً باهظاً خلا ل العام الماضي والربع الأول من العام الجاري، وأن المجموعات الإرهابية مثل القاعدة وداعش وبوكو حرام وحركة الشباب وكل الفروع المرتبطه بها تنظر إلى أفريقيا باعتبارها «الأرض الخصبة» للإرهاب، وهو أمر يرتبط أيضاً بتراجع الدعم الدولي لعمليات مكافحة الإرهاب مع سحب الولايات المتحدة لـ 700 جندي أمريكي من الصومال، وعجز فرنسا في كثير من الأحيان عن إيجاد شركاء جدد لتمويل عمليات 5100 جندي فرنسي يعملون ضد التنظيمات الإرهابية في أفريقيا.

خريطة الطريق

ولهذا من الضروري أن تبدأ خريطة الطريق في القارة بدعم قدرات الدول الأفريقية على التعافي الاقتصادي، وتنفيذ مبادرة «إسكات البنادق» ووقف الصراعات الداخلية والحدودية، وإطلاق مشروعات جديدة للبنية التحتية، وبناء قوة جديدة للتدخل السريع لمكافحة الإرهاب.

Email