لبنان وغياب الضمير

ت + ت - الحجم الطبيعي

جفّ القلم من الكتابة حول الوضع المستعصي في لبنان الذي انزلق إلى الدرك الأسفل على مقياس الأداء الرئاسي والسياسي، ولم تعد تنفع كلمات الاستنكار والإدانة أمام هول ما يحدث في هذه البلاد من فوضى، وتعطيل في غياب الضمير الوطني، حيث إن بعض القوى ما زالت تعيش أوهام الماضي، وعقلية المحاصصة، وللأسف أصبح التعطيل نهجاً يمارس ضد الشعب، حيث إن كل فئة تعتبر الوطن مشاعاً لها.

هذا التعطيل المتعمد يضع لبنان في دائرة الاستهداف، والمواقف الصعبة في علاقاته الإقليمية والدولية،لذا بات من الملح دعوة الساسة إلى تحكيم الضمير الوطني قبل أي شيء إذا كان عندهم ضمير بالأساس، بعدما حولوا- بعنادهم- وطنهم من بلد الريادة إلى بلد الفوضى، ولا نظن أن طرفاً سياسياً أصبح مستعداً لتحمل مسؤولية هذا التفشيل للفرص، التي كانت متاحة، حيث إن تصلب المواقف من شأنه إدخال البلاد في أزمة مفتوحة، والذهاب بالبلاد فعلاً إلى المجهول.

في هذا السياق، أصبح مطلوباً من ساسة لبنان الإنصات لوجع الناس وقلقهم على مصير وطنهم، اللبنانيون بحالة يأس وضياع، مع شعورهم بغياب الحكومة وفشل مؤسسات الدولة،‎ ‎فالبلاد‎لم تعد ‎تتحمل‎ ‎مزيداً من الألم والوجع والمناكفات، الطبقة السياسية تعمل على إفقار اللبنانيين، وإذلالهم بعدما أحبطت كل المبادرات والوساطات، بما أدى إلى غياب كلي للدولة بتعطيل مؤسساتها، وشل دوائرها.

وغني عن القول، إن إنقاذ ‎اللبنانيين‎ ‎من‎ ‎مآسيهم‎ ‎الحالية‎ يتطلب مبادرة عابرة للأحقاد، توقِف الجريمة، التي ترتكب بحق لبنان، وليس الدوران في حلقة الفراغ نفسها، حيث إن كل محاولة للذهاب بالمسألة إلى صعيد مذهبي وطائفي، وإعادة إنتاج الصراع الطائفي هي مضيعة للوقت،يضعان مصير الوطن والدولة في مهب الريح.

Email