«إكسبو 2020 دبي».. رسالة أمل لتعافي الاقتصاد العالمي

ت + ت - الحجم الطبيعي

استضافت دبي الأسبوع الماضي أكثر من 370 موفداً يمثلون 173 دولة من أصل أكثر من 190 دولة مشاركة في إكسبو 2020 دبي، فضلاً عن 24 منظمة مشاركة، في تجمع هو الأخير للدول والمنظمات والمؤسسات الأكاديمية والشركات المشاركة في هذا الحدث العالمي الضخم قبل انطلاق فعالياته بدبي في أكتوبر المقبل. وهذا العدد الكبير من المشاركين في الاجتماع، رغم ظروف جائحة «كورونا» في العالم، يمثل بلا شك رسالة أمل وتفاؤل بأن يكون معرض «إكسبو دبي 2020»، هو الحدث الذي سيتم به تأريخ بداية تعافي الاقتصاد العالمي الفعلية.وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، معبراً عن هذا المعنى في حديثه عن هذا الاجتماع الأخير، والذي رحب فيه بوفود الدول المشاركة، قائلاً: «دبي مستعدة.. و190 دولة مستعدة.. والعالم يستعد لاستعادة عافيته عبر أكبر حدث ثقافي في العالم». وهذا التفاؤل عبر عنه أيضاً الأمين العام للمكتب الدولي للمعارض ديميتري كيركِنتزس، قائلاً: «سيكون إكسبو 2020 دبي بالنسبة للجميع.. هنا في الإمارات، والمنطقة، وفي جميع أنحاء العالم فرصة للقاء والنقاش حول أهم المواضيع المستجدة في العالم، وتطوير حلول مبتكَرة لمشكلاتنا العالمية.. في دبي، وعبر تواصل العقول، سنصنع مستقبلاً أفضل».

لا خلاف على أن «إكسبو 2020 دبي» سيبهر العالم وسيمثل حدثاً فريداً في مسيرة هذا المعرض العالمي وتاريخه، لأن دبي خاصة، ودولة الإمارات عامة، تعودت أن تصنع المستحيل، وتبهر العالم من خلال الأفكار المبتكرة، والمبادرات الرائدة، والتنظيم الحضاري الرائد للفعاليات العالمية الكبرى التي أصبحت الدولة تمتلك سمعة عالمية ناصعة كإحدى أفضل الدول الرائدة في صناعة المعارض والمؤتمرات والفعاليات الدولية في جميع الظروف والحالات. وقد شهدنا بالفعل في مطلع هذا العام كيف نظمت الدولة بفاعلية ونجاح منقطع النظير معرض الدفاع الدولي «أيدكس» في الوقت الذي كانت فيه غالبية دول العالم لا تزال تغلق اقتصادياتها خوفاً من جائحة «كورونا».

لقد قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً رائداً في كيفية تحقيق التوازن الدقيق بين تحقيق التعافي الاقتصادي، بما يعنيه من فتح تدريجي ومسؤول للاقتصاد، والحفاظ في الوقت نفسه على تحقيق الأمن الصحي للسكان من خلال إجراءات صارمة لمنع انتشار الفيروس ومحاصرته، وإبقاء أضراره عند حدها الأدنى، وهي معادلة فشلت في تحقيقها كثير من دول العالم، بما في ذلك دول كبرى متقدمة، الأمر الذي استحقت معه الإمارات الإشادة الدولية الواسعة، وعزز الثقة من قبل المجتمع الدولي في قدرتها على التعامل مع الأزمة، وتوفير الحماية الصحية لكافة القاطنين على أراضيها، وهو الأمر الذي كان سبباً رئيسياً في المشاركة الدولية الواسعة في الاجتماع الأخير، والذي عكس إلى أي مدى يثق العالم في قدرات دبي، والإمارات، على إنجاح فعاليات هذا المؤتمر العالمي المهم.

وفي الوقت نفسه توفير الحماية الصحية لكافة الوفود المشاركة.

لن يشك أحد من العارفين بقدرات دبي، ودولة الإمارات عامة، وعزيمة قيادتها السياسية الرشيدة التي لا تلين، أن معرض «إكسبو 2020 دبي» الذي سيعقد في أكتوبر المقبل ويستمر لمدة ستة، أشهر، ستكون هذه الدورة من المعرض استثنائية بكل المقاييس، وأنها ستكون بداية عودة العالم كله للحياة الطبيعية من جديد بعد الظروف التي فرضتها جائحة «كورونا».. فالإمارات وقيادتها الرشيدة عوّدتنا على أنها تصنع المستحيل وبناء مستقبل أفضل للعالم كله من خلال تواصل العقول.

* كاتبة إماراتية

Email