رمضان فرصة للسلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحتفل الشعوب الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها بحلول شهر رمضان المبارك، وسط أصوات البنادق في اليمن وسوريا وصداع الخلافات في لبنان وتونس، فدول المنطقة وشعوبها في حاجة حقيقية إلى استلهام نهج الفضيلة والسلام من هذا الشهر الفضيل، وأن تبذل محاولات من أجل التوصل إلى نقاط التقاء وتوافق من شأنها أن توفر لشعوب المنطقة الأمان ويزيد من التصميم في الوصول إلى سلام دائم في اليمن وسوريا وليبيا.

نتمنى أن يكون رمضان هذا العام فسحةً منيرةً لتخرج البلدان التي تشهد نزاعات من الذعر الذي ألمّ بالخلق، لتصفو النفوس، والاختيار بين الوحدة والانقسام وبين الانفتاح والانغلاق وبين التعاون والتصادم، عسى أن تصحى الضمائر وأن تحل بركة رمضان لتعيد الأمل والطمأنينة إلى قلوب المتألمين وإعلاء روح التضامن والمستقبل المشترك.

مع حلول رمضان المبارك نتمنى أن تختفي الغيمة السوداء من فوق لبنان، وأن يعمل المسؤولون بوحي قيم الشهر الفضيل لإنهاء الانسداد الحكومي، والتطلع لانشغالات الشعب الذين اكتوى بنار الانقسام والجوع ن فيما بدأت ليبيا رحلة العمل على توحيد الصفوف، بعدما اقتنع الساسة أن المشكلات لا يمكن حلها بالوسائل العسكرية وحدها، وهذا هو ما بدأ الكثيرون يدركونه، ونتمنى أن يكون هذا الشهر بوابة استرجاع ليبيا السيادة والعمل كفريق واحد ومتناغم من أجل مصلحة الوطن، وبما يحقق مزيداً من الخير والترابط بين أبنائها.

وغني عن القول، إن ما يجري في اليمن وسوريا من أعمال عنف وصراعات مسلحة، تدفع الشعوب الشقيقة ثمنها غالياً من حاضرها ومستقبلها، ومن الضروري إسكات صوت البنادق ونشر السلم، وحل أية خلافات عبر الحوار والتفاهم، ونأمل أن يكون هذا الشهر الفضيل شهراً باعثاً للأمل بمستقبل أفضل.

Email