روسيا وأوكرانيا.. نذر حرب على الأبواب

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ انهيار الاتحاد السوفييتي السابق كانت أوكرانيا محور الصراع الجيوسياسي بين الولايات المتحدة وروسيا، وقال زبيغنيو بريجنسكي مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق في كتابه «رقعة الشطرنج الكبرى» أن هيمنة روسيا على أوكرانيا كفيلة بعودة الاتحاد السوفييتي السابق مرة أخرى، لذلك كانت أوكرانيا ساحة للصراعات والانقسامات والثورات منذ عام 2004.

ويعود الخلاف الرئيسي هناك إلى فريقين، الأول يرى مستقبل بلاده في تعميق العلاقات مع روسيا، والثاني يعتقد أن الأفضل هو الالتحاق بالاتحاد الأوروبي والناتو، وهو ما يهدد بحرب كبيرة بين واشنطن وموسكو، فما هي أسباب تجدد الصراع الحالي، وهل الحرب التي يجرى الإعداد لها الآن في صالح أوكرانيا وروسيا؟

الثورات الملونة

بعد اندلاع ما سمي بـ«الثورة الوردية» في جورجيا عام 2003 اندلعت «الثورة البرتقالية» عام 2004 في أوكرانيا، وهو ما تعتبره روسيا بمثابة خطر داهم على أمنها القومي، لأن تغيير الأنظمة السياسية في أوكرانيا وجورجيا وبيلاروسيا يعني اقتراب حلف الناتو أكثر من الحدود الروسية. كما ترى روسيا هذه الثورات ضد حقوق المواطنين الروس، فأوكرانيا التي تعداد سكانها يتجاوز 42 مليون نسمة منهم 17.5% ناطقون بالروسية، بينما ترى الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون أن من حق الشعب الأوكراني اختيار وجهته السياسية.

وظل الشد والجذب هو العنوان الرئيسي لأوكرانيا منذ 2004 حتى 2014 عندما خرجت مظاهرات عارمة ضد الرئيس الأوكراني الأسبق فيكتور يانوكوفيتش، لأنه أراد تأجيل التوقيع على اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وانتهت تلك المظاهرات بهروب يانوكوفيتش إلى روسيا، وتولى الموالون للغرب مقاليد السلطة، لكن هذا الأمر قاد إلى سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم، وإعلان المناطق الشرقية من أوكرانيا (دونيتسك ولوغانسك) الاستقلال عن أوكرانيا، وهو ما قاد لاندلاع الحرب بين هاتين الجمهوريتين والحكومة الأوكرانية، وفشلت «رباعية مينسك»، التي تضم بجانب روسيا وأوكرانيا كلاً من ألمانيا وفرنسا في حل الصراع، وهو ما يدفع الأوكرانيين للحديث عن استعادة السيطرة على شبه جزيرة القرم وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك بالقوة.

محفزات الحرب

رغم أن روسيا وأوكرانيا غير مستعدتين للحرب بسبب الأوضاع الاقتصادية في كل منهما، إلا أن تحركات الجيش الروسي على الحدود الأوكرانية تقول إنه سيتدخل لحماية 400 ألف روسي في لوغانسك ودوناسك ضد محاولات الجيش الأوكراني فرض سيطرته شرق البلاد، كما ترى روسيا أن الهدف من المناورات التي سيجريها حلف الناتو مع أوكرانيا في البحر الأسود في يونيو القادم، هو إعادة سيطرة أوكرانيا على القرم، وهو ما يهدد بإشعال حرب بين الولايات المتحدة وروسيا.

Email