وداعاً الصديق المخلص للشعب الصيني

ت + ت - الحجم الطبيعي

فُجعت بخبر رحيل الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، رحمه الله، وببالغ الحزن والأسى، أتقدم بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى أسرة الفقيد وإلى الشعب الإماراتي الصديق.أتذكر حين قابلت الشيخ حمدان بن راشد، في أكتوبر عام 2019 وعرضت له كتاب «الصين الجميلة»، ودعوته للقيام بزيارة إليها حين يتاح له الوقت، وحتى الآن لا يزال ذلك المشهد حاضراً أمام عيني. أهديته في ذلك الوقت أيضاً نسخة من كتاب «شي جين بينغ: حول الحكم والإدارة» وأهداني نسخة من كتاب «قصتي» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ولا يزال الكتاب على مكتبي، حيث أواظب على قراءته دائماً.

كان المرحوم الشيخ حمدان بن راشد شاهداً على التاريخ الحديث للإمارات، وكان بطل التنمية الاقتصادية السريعة منذ تأسيس دولة الاتحاد. بذل قصارى جهوده في تنمية وتقدم الإمارات خلال مسيرته المهنية التي امتدت لنصف قرن، وقدم إسهامات تاريخية في خلق «معجزة دبي». يعد الشيخ حمدان بن راشد أيضاً صديقاً حقيقياً للشعب الصيني، فقد أولى اهتماماً عالياً بتطوير العلاقات الصينية الإماراتية ونظر إلى الصين كشريك مهم، وسعى في سبيل دفع التعاون بين البلدين في المجالات كافة.

ومنذ توليه منصب وزير المالية في الحكومة الاتحادية، كان الشيخ حمدان شاهداً على المسيرة الرائعة للعلاقات الصينية الإماراتية وما حققته من تطور قوي، وحافظ على علاقات وثيقة وجيدة مع جميع من تعاقبوا على منصب قنصل الصين في دبي. إننا لن ننسى أبداً إسهاماته الجّلية ونقدّر جهوده المضنية التي بذلها لتطوير العلاقات الصينية الإماراتية. نتألم لفقدان صديق قديم عزيز، لكن روحه ستبقى خالدة إلى الأبد. إننا على استعداد لمواصلة السير مع الإمارات على طريق الصداقة الودية الذي انتهجه الشيخ حمدان بن راشد، رحمه الله، وكرّس حياته وجهوده الدؤوبة لذلك، والعمل يداً بيد وبذل المزيد من الجهود المخلصة لمواصلة كتابة فصل جديد في علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية الإماراتية، وتقديم إسهامات تاريخية وفق رؤية مستقبلية بعيدة المدى للعلاقات بين البلدين.

* القنصل العام الصيني بدبي

Email