ظلال المحبة

ت + ت - الحجم الطبيعي

 الحب نعمة من رب كريم، فيه نظلل أنفسنا ونغلف قلوبنا، بالمحبة نفرح بذواتنا وننقي أرواحنا، ونتصل بأنفسنا ونقيم صلات مع الآخرين، فالحب بمثابة شريان حياة يروي عطش الجفاف العاطفي للقلوب، ويجعلها لينة وندية، لا شك أن «محبة الله» جزء من الإيمان الحقيقي بالله عز وجل، ومحبة النبي الكريم من المحبة الشرعية المطلوبة والتي قال فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين».

كثيراً ما أوصانا رسولنا الكريم، بأن نجعل من الحب نبضاً يضخ الحياة في عروق علاقاتنا الإنسانية، وحثنا كثيراً على مد خيوط الوصل مع الآخرين، ولذلك ورد في الحديث الشريف: «إذا أحبَّ الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه».

 
للمحبة مستويات صنفها العرب، أعلاها مقاماً هو «الهيام» كناية عن «الجنون في العشق»، واجتهد الأدباء في الكتابة عنها للوصول إلى فهم أعمق لها، فأعجبني ما قاله الفيلسوف اليوناني أرسطو بأن «الحب الحقيقي هو روح واحدة تسكن جسدين».
 
بالمحبة استطاع المغفور لهما بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، أن يؤسسا دولتنا الحبيبة، وعلى خطاهما سارت قيادتنا الرشيدة التي علمتنا، أن الحب أحد أوجه السعادة، لذا سعت جاهدة لأن تنير دروبنا بالحب تارة وبالعطاء تارة أخرى، حتى أضحت الإمارات بلداً للسعادة وواحة للمحبة، تظلل من يعيش تحت ظلها غيمة التسامح والمحبة والتعايش السلمي.
 
للمحبة أشكال متعددة، كحب الله ورسوله الكريم، وهو الحب الأعظم، وهناك حب الذات وحب الآخر وحب الوالدين والأسرة والأخوة والأبناء، وحب الوطن والقيادة، وغيرها، قد تتفاوت في مستوياتها ونسبتها، ولكنها تظل في نهاية الأمر تنبع من ذات المكان، وهو القلب الذي يتسع كثيراً كلما ارتفع فيه منسوب الحب الذي تكمن فيه قوة الحقيقة.
 
مسار:
المحبة الصادقة شريان حياة يروي عطش القلوب الجافة.
 
Email