قنبلة نووية تركية؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تتوقف مساعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في نشر الفوضى والتخريب والتوتر في المنطقة والعالم على توظيف الميليشيات والمرتزقة والجماعات الإرهابية، فقد تحدثت أوساط غربية كثيرة عن توجه أردوغان نحو إنتاج أسلحة نووية، ليضيف مزيداً من التوتر وعدم الاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط، وليؤكد أنه بالفعل يغرد خارج سرب حلف الشمال الأطلسي «الناتو»، الذي وقعت كل دوله على اتفاقية منع إنتاج ونشر الأسلحة النووية، فما هي أهداف الرئيس التركي من إنتاج قنبلة نووية؟ وهل سيسمح له الغرب بالوصول لـ«العتبة النووية»؟ وماذا عن إمكانات وموارد تركيا لإنتاج السلاح النووي؟

إكسسوارات الزعامة

لم يخف أردوغان منذ فترة طويلة رغبته في امتلاك تركيا للقنبلة النووية كونها أحد متطلبات الزعامة كما يراها رغم أن تركيا وقعت على اتفاقية منع نشر وإنتاج الأسلحة النووية منذ عام 1980، وفي ظل تراجع شعبية أردوغان لأدنى مستوى لها منذ عام 2002، وانهيار الليرة التركية، وزيادة الضغوط الداخلية عليه، والتي تهدف إلى إجراء انتخابات مبكرة، وتزامن كل ذلك مع ضغوط أمريكية تتعلق بملف حقوق الإنسان، ومع محاولة الرئيس التركي تكريس زعامته لسنوات مقبلة بدأ أردوغان في تفعيل ورقة «القنبلة النووية»، حيث رصدت العديد من أجهزة المخابرات الأمريكية اجتماعات لأردوغان مع مساعديه تحدث فيها عن ضرورة تفعيل البرنامج النووي التركي، الذي تؤكد كل المؤشرات أن أنقرة تملك بالفعل برنامج لصنع القنابل النووية، وأن لها علاقات قوية بالسوق السوداء للأسلحة النووية، وأنها تبني اليوم على مفاعلاتها النووية التي بدأت العمل منذ عام 1979، وهناك اتفاق في الغرب على أن تركيا تستطيع بالفعل إنتاج المواد النووية من خلال مفاعل يجري تطويره في إسطنبول، وكان هذا المفاعل في السابق يعمل كونه مفاعلاً تجريبياً منذ عام 1986، كما يوجد تصور يقول إن أنقرة تستطيع تطوير قنبلة نووية في أقل من 4 أو 5 سنوات، وإن هذه الفترة الزمنية قد تقل مع الدعم الروسي المتزايد للمشاريع النووية التركية، حيث وافقت روسيا على بناء 4 مفاعلات نووية، وسيبدأ تشغيل المفاعل الأول عام 2023.

الوقود النووي

ووفق عدد كبير جداً من الدراسات والأبحاث الغربية فإن هناك عقبتين في طريق أردوغان لإنتاج القنبلة النووية، الأولى تتمثل في الوضع الاقتصادي المتراجع، أما العقبة الثانية فهي الحصول على «الوقود النووي»، ويمكن لتركيا أن تحصل عليه من رواسب اليورانيوم الموجودة في أراضيها أو من النيجر، حيث تسعى تركيا لبناء قاعدة عسكرية هناك، كما تعمل أنقرة بالفعل على تعلم مهارات تنقية اليورانيوم أو تحويله إلى بلوتونيوم، وهو ما سبب قلقاً كبيراً للدول الغربية، والولايات المتحدة.

Email