العالم يتجه إلى الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

دولة ذات إنجازات واضحة، آمنة ومنفتحة على البشرية، إنّها الإمارات، دولة يتجه نحوها العالم، ويرغب في زيارتها، والعيش على أرضها، كيف لا وهي الأكثر أمناً وتطوراً. هي الدولة التي تصدرت دول منطقة الشرق الأوسط في كفاءة التعامل مع جائحة «كورونا»، وفق نتيجة استبانة أصدرتها «براند فايننس» من بريطانيا. ولهذا شهدت الإمارات إقبالاً كبيراً من السائحين والزائرين، الذين أصبحوا يستمتعون بما يشاهدون من الإنجازات، التي غدت تجذب أنظار العالم.

وها هي العاصمة أبوظبي تتألق من خلال تشغيل أولى محطات الطاقة النووية السلمية (براكة)، وبها أصبحت الإمارات الأولى عربيّاً في امتلاك تكنولوجيا الطاقة النووية لتوليد الطاقة الكهربائية الوافرة والنظيفة، كما نجحت الإمارات في إطلاق مسبارها (الأمل) لاستكشاف كوكب المريخ. وتأسيس «جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي»، كونها أول جامعة للدراسات العليا المتخصصة ببحوث الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم.

كل هذه الإنجازات جعلت من الإمارات مركز جذب وبيئة خصبة، لتحقق قفزات تنموية في الاقتصاد والتعليم والبنية التحتية والصحة والإعلام، وفي مختلف المجالات.

وهذه مدينة دبي، التي تفوّقت على كثير من المدن في تجاوز عدد من الأرقام القياسية العالمية، من خلال التسارع العمراني والحضاري، فمشاريعها العملاقة الكثيرة والرائعة لا تتوقف، وهندستها المعمارية تدهِش الزائر والمقيم، ومن أبرز معالمها اليوم وغداً: مول العالم، الذي سيصبح المركز التجاري الأكبر على كوكب الأرض، إذ تبلغ كلفة هذا المشروع 6.8 مليارات دولار. أما برواز دبي وهو الإطار الذهبي العملاق، الذي تم افتتاحه في عام 2018، فهو الأضخم بين أمثاله عالمـيّاً، ولك إذا كنت في مرصده العالي أن تشرف على إطلالة تروقك في أفق مدينة دبي الجديدة، التي غدت تشمخ بأبرز الأرقام القياسية العالمية في مجالات كثيرة، ولك في الجهة الأخرى إطلالة بانورامية على دبي القديمة، التي كانت منطلق مجد هذه المدينة العريقة الحديثة، وفي إطلالة ثالثة يجذب انتباهك منظرُ عَيـن دبي، التي تُعدّ من أرقى أماكن الترفيه، ومن قمتها تتمكن من مشاهدة مدينة دبي، وساحلها بزاوية 360 درجة.

ومن معالم دبي برجُ المتاهة؛ وهو بناء عملاق، ومما يُعدّ مثالاً على العمارة البديعة، كونه مغطّى بأكبر متاهة من الأعمدة على وجه الأرض، وتتكون ناطحة السحاب هذه من 56 طابقاً، وبارتفاع يزيد على طول ملعبي كرة قدم، ويشتمل على طوابق مكتبية وسكنية غاية في الأناقة.

ومنها مبنى متحف المستقبل، الذي تمّ إنشاؤه في دبي على جانب من شارع الشيخ زايد، ونال تصميمه جوائز عدة، وهو بنظام الواجهة التي تم تزيينها باقتباسات من كلام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهي:

«لنْ نعيشَ مئات السنين، ولكنْ يمكنُ أنْ نُبدِعَ شيئاً يَسْتمِرّ لمئات السنين»، «المستقبلُ سيكون لِـمَن يستطيعُ تخيّلَه وتصميمَهُ وتنفيذه، المستقبل لا ينتظر، المستقبلُ يُمكن تصميمُه وبناؤهُ اليوم»، «سِرُّ تجدُّدِ الحياةِ وتطور الحضارة وتقدم البشرية هو في كلمة واحدة: الابتكار».

ومتحف المستقبل بيئة علمية مجهزة بأفضل الوسائل والأدوات، لتحفيز الباحثين على الابتكار، وإيجاد حلولٍ للتحديات، التي تواجه المدن الذكية والمستقبلية، لأنه يضم عدداً من مختبرات الابتكار لعدد من المجالات، كالصحةَ، والتعليم، والمدن الذكية، والطاقة، والنقل، فضلاً عن مختبرات خاصة لاختبار الأفكار.

وفي دبي مكتبة محمد بن راشد، وهي أيقونة حضارية راقية، إذ تعدُّ أكبر المكتبات عربيّاً، باستثمار يبلغ مليار درهم، وبمساحات تتجاوز مليون قدم مربعة، وبإجمالي كتب يبلغ 4.5 ملايين كتاب، وبعدد مستفيدين متوقع سنوياً يبلغ 42 مليون مستفيد، وتتكون من 8 مكتبات متخصصة، وكلها مزودة بأحدث الكتب المطبوعة والإلكترونية والمسموعة، وتضم المكتبة مركزاً لترميم المخطوطات التاريخية، ومكتبة خاصة بمقتنيات آل مكتوم، ومعارض أدبية وفنية مفتوحة طوال العام، لتكون مركزاً للإبداع والمعرفة، وملتقى للمهتمين بالثقافة والعلوم، ومتحفاً للتراث وتاريخ الحضارة الإنسانية.

كل هذا لأنَّ حكومة الإمارات تولي الابتكارَ والبحث أهمية كبرى، يتمثل ذلك في افتتاحها عدداً من المؤسسات ذات الصلة، كمركز محمد بن راشد للفضاء، الذي تتمحور مسؤوليته في دعم المشاريع التكنولوجية والبحث العلمي المتقدم في دولة الإمارات، والإسهام في دعم توجهات الحكومة، لبناء اقتصاد مبني على المعرفة.

كما أن في دولة الإمارات العديد من المشاريع الأخرى المذهلة، إنها بلا ريب دولة الطموح الفياض، والتطور الذي يسابق الزمن.

 

* مدير جامعة الوصل

drmohdahmed@gmail.com

Email