15 عاماً من العطاء والتقدّم

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل 15 عاماً، وتحديداً في الرابع من يناير عام 2006، تسلّم صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبيّ، رعاه الله، مسؤوليته الكبرى في رئاسة حكومة الاتحاد، وتولّي حكم إمارة دبي، وأقسم بالله العظيم أن يهب حياته لخدمة هذا الوطن الذي أحبه وآمن به وطناً مرفوع اللواء، موفور الكرامة، مقدماً أقصى الجهد في سبيل الارتقاء به وخدمة شعبه وصيانة مصالحه الوطنية العليا.

في ظلال هذه المناسبة الوطنية السعيدة كتب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، رسالة بعنوان «15 عاماً في حكومة دولة الإمارات»، تحدّث فيها عن ملامح هذه المسيرة الباهرة في الإنجازات وتجاوز الصعوبات والتحديات، حيث أعلن سموه بعد 3 سنوات من تسلّم هذه المهام الكبرى عن الرؤية الاستراتيجية للدولة، وأن سنة 2021 ستكون هي المرحلة الحاسمة في مسيرة الدولة التي يجب أن تكون واحدة من أفضل دول العالم، متحدياً كل التحذيرات التي تخوّفت من هذه الخطوة التي تنطوي على قدرٍ كبيرٍ من الصعوبات، لكنّ ما حدث خلال هذه المرحلة، وكما جاء على لسان صاحب السموّ «كان مُذهلاً» من حيث الانخراط الشامل لجميع فرق العمل على المستويين الاتحادي والمحلي لتحقيق الرؤية التي اعتمدتها قيادة الدولة الحكيمة.

ملامح التميز

بعد ذلك استعرض صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ملامح التميز الجوهرية التي تبلورت خلال ملامح الرؤية الكبرى، حيث جاء في طليعة ذلك ترسيخ ثقافة التميّز والتنافس داخل مؤسسات الدولة، فضلاً عن القيام بأكبر عملية إصلاح تشريعي لمواكبة المستقبل وفتح آفاق جديدة لعملية التنمية مع تغيير نماذج تقديم الخدمة الحكومية وإعادة هيكلة الحكومة بحيث حصلت حكومة دولة الإمارات على المرتبة الثانية عالمياً، مع ما رافق ذلك من مضاعفة ميزانية الدولة.

ريادة

إنّ هذه الوتيرة المتسارعة في التقدم قد انعكست على مجموعة من مظاهر الحياة، فأصبح جواز دولة الإمارات العربية المتحدة الأقوى عالمياً، مع ما يُرافق ذلك من الشعور بالاستقرار والأمان، والحصول على المرتبة الأولى عالمياً فيما يتعلق بالمستشفيات المعتمدة دولياً، وسهولة الحصول على الكهرباء وتوفير خدمات الإنترنت.

وعلى مستوى المؤشرات الاقتصادية فإنّ دولة الإمارات العربية المتحدة هي الثانية عربياً، والأولى إقليمياً، مع الحصول على المرتبة الأعلى في التصنيف السيادي المالي الحكومي، مع التوازي في مجال سيادة القانون، حيث احتلت الإمارات المرتبة الأولى عربياً في سيادة القانون وكفاءة النظام القضائي، فضلاً عن تقديم جميع أنواع التسهيلات لاستقطاب المواهب، والشراكة المبدعة مع القطاع الخاص، واحتلال المرتبة الأولى على مستوى العالم في المهارات المالية في القطاع العام، مع التميز في تعليم العلوم والرياضيات، مع حجم إنفاق ضخم بمئات المليارات على مشاريع التعليم والإسكان والتنمية الاجتماعية وقطاع الصحة ووقاية المجتمع، حيث ارتفع متوسط الأعمار وارتفع مؤشر الصحة الجسدية، وبتواضع مفعم بالإنسانية يعزو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد هذا النجاح الباهر للحكومة إلى فرق العمل التي عملت معه بإخلاص وقوة وكفاءة واقتدار.

بعد هذا الاستعراض المُكثّف لمنجزات الدولة خلال المرحلة الماضية يتساءل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد قائلاً: ماذا تعلّمنا من الـ 15 عاماً الماضية؟ ليبادر سموّه بالجواب قائلاً: «تعلمنا أنّ الاتحاد قوّة ومنعة وخير وبركة، وأنه الإنجاز الأعظم الذي يجب أن نحميه ونفتديه ونغليه جميعاً، وأن التنافس بين المؤسسات راجع خيره إلى بيتنا الكبير «الإمارات»، وأنّ هذا النجاح هو ثمرة الروح الجماعية التي تجلّت في أروع صُورها خلال هذه المسيرة المظفّرة للدولة».

سر النجاح

ومن الدروس البليغة التي تعلمناها خلال هذه المرحلة الزاهرة من مسيرة الدولة أن الاهتمام بالإنسان هو سر النجاح: احتراماً لحقوقه، وصيانة لجهده، وتوفير الحياة الكريمة له بغض النظر عن المكان الذي جاء منه ما دام قد انخرط بقلبه وعقله في مشروع الوطن الكبير، فالقيم هي التي سطرت هذا المجد لوطن يستحق هذا الحب والعطاء: قيم التسامح والتعايش والاحترام، فهي الضمانة الجوهرية لسلامة النسيج الاجتماعي وتماسكه وثباته أمام جميع الظروف والمتغيرات.

وبذكائه اللماح يلقي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ضوءاً ثميناً على قيمة النجاح، ويقدم لها مفهوماً جديداً هو ثمرة تجاربه في هذه الحياة التي خاض غمراتها ببسالة وفروسية ومحبة للوطن والإنسان، فالنجاح في منظور سموه ليس في كثرة المشاريع ولا المؤشرات المتقدمة ولا الأرصدة الضخمة، بل النجاح في جوهره ومغزاه وبهجته وحقيقته هو تحقيق السعادة للناس التي ستكون سبباً لرضاهم، وتطلق ألسنتهم بذكر الخير للقيادة وفرق العمل، فهذا هو معيار النجاح الأصيل الذي يضمن روعة العلاقة بين القيادة والشعب.

دعم لامحدود

وبكامل الإنسانية والمحبة يثمن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد الدعم اللامحدود الذي قدمته قيادة الدولة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، حفظهم الله جميعاً، الذين كان لدعمهم أكبر الأثر في إنجاز هذه الحزمة الضخمة من المشاريع التي جعلت الإمارات في هذه الطليعة الحضارية المتقدمة بين الأمم.

شباب الوطن

ثم كانت هذه الخاتمة الرائعة التي توجّه فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد إلى شباب الوطن وشاباته ممّن نذروا أنفسهم لخدمة وطنهم والتقدم به نحو الآفاق العالية، فيخصهم بهذا الشكر العميق مع الدعاء لهم بأن يكونوا في الحفظ والرعاية، مع التأكيد على أن القادم يتطلب الكثير من الجهود المضاعفة والدماء الشابة الجديدة.

 

Email