لنحتفل بيومنا الوطني

ت + ت - الحجم الطبيعي

نحتفل اليوم، بيوم من أعز أيام هذا الوطن الغالي.. يوم تآلفت فيه قلوب الإماراتيين واتحدت فيه إرادة قادتهم المؤسسين العظماء، على جمع الكلمة وتوحيد الصف، لتأسيس واحدة من أعظم التجارب الوحدوية في التاريخ الحديث، ليس في منطقتنا فقط، وإنما في العالم كله.. تجربة أثمرت قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، التي أصبحت تمثل القدوة والنموذج لكل الدول الساعية إلى تحقيق التنمية والتطور والازدهار.

اليوم تكمل دولة الإمارات عامها التاسع والأربعين، لتضيف لبنة جديدة إلى صرح بنيان اتحادها الشامخ، الذي أصبح راسخاً رسوخ الجبال؛ لأنه بني على سواعد قادة عظماء تحدوا كافة التحديات والصعاب، وآمنوا بقدرة أبنائهم وشعبهم، وعملوا بإصرار وعزيمة، وبتخطيط علمي سليم، حتى تمكنوا من صنع المعجزة، وأقاموا هذا الاتحاد المبارك، الذي ننعم اليوم في ظلاله الوارفة وخيره العميم.

وأعظم ما في هذه التجربة الوحدوية، أن القادة المؤسسين وعلى رأسهم المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لم يبنوا فقط دولة متحدة قوية ومتماسكة ومتطورة، وإنما أسسوا أيضاً لمنظومة قيمية عظيمة، صبغت هذه الدولة وشعبها بقيم وسمات التسامح وحب الخير والعدل والتعاون الإنساني وقبول الآخر ونبذ كل صور التطرف والكراهية، وهي القيم التي صنعت صورة الإمارات البراقة والمضيئة في العالم كله، وأسست نموذجها الإنساني الراقي، بالتوازي مع نموذجها التنموي الفريد.

اليوم تخطو الإمارات خطواتها الأولى في عامها الخمسين، وهو العام الذي تريده قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، أن يكون بمثابة التأسيس الثاني للدولة، ونقطة انطلاقها الكبرى نحو المستقبل المشرق الذي تطمح إليه.

ومثلما وضع المؤسسون الأوائل اللبنات الأولى لما نعيشه اليوم من تطور ورفاهية وازدهار واستقرار، تضع القيادة الرشيدة الحالية خططها واستراتيجياتها للخمسين عاماً المقبلة، وعينها على هدف واحد رئيس، وهو أن تكون الإمارات هي الأولى على العالم في جميع المؤشرات التنافسية والتنموية. ولا يخالج أي إماراتي أي شك في قدرة وعزيمة وإصرار قيادتنا الرشيدة على تحقيق هذا الهدف الطموح قبل مئوية الإمارات 2071.

لم يمر العام الماضي سهلاً على العالم كله، فجائحة «كوفيد 19» أرخت بظلالها القاتمة على دول العالم المختلفة، التي عانت من تحديات هذه الجائحة الإنسانية والاقتصادية والصحية، بعد أن تسببت في وفاة ما يقرب من 1.5 مليون شخص وإصابة أكثر من 60 مليون آخرين، وإغلاق الاقتصادات العالمية.

لكن الإمارات، وكما هي عادتها، لم تعقها هذه التحديات أو تعرقل مساعيها نحو تحقيق أهدافها الطموحة التي رسمتها لها قيادتنا الرشيدة، وإنما واصلت تنفيذ خططها الطموحة من دون تردد أو تعطيل، فأطلقت «مسبار الأمل» إلى الكوكب الأحمر بنجاح، وأعلنت البدء في تشغيل محطة براكة للطاقة النووية السلمية، وبدأت في صياغة خططها الطموحة للخمسين عاماً المقبلة.

لكل هذا وغيره، يحق لنا أن نحتفل بيومنا الوطني، وأن نستبشر خيراً بالمستقبل المشرق الذي ينتظرنا، وأن نعلن للعالم حبنا لهذا الوطن وولاءنا لقيادتنا الرشيدة التي تعمل بعزيمة وإصرار ورؤية طموحة من أجل أن تظل راية هذا الوطن عالية خفاقة، وأن ندعو بالرحمة والمغفرة للقائد المؤسس الشيخ زايد، رحمه الله، وباقي إخوانه من القادة المؤسسين الذين سنظل ندين لهم بالجميل والعرفان والولاء أبد الدهر، لأنهم أسسوا لنا وطناً نباهي به العالم كله.. لنحتفل إذن بيومنا الوطني، ولنعبر عن مشاعر الفرحة والانتماء والولاء لهذا الوطن وقيادته بكل الصور والمظاهر، ولكن في إطار من الالتزام بالإجراءات الوقائية المفروضة بسبب جائحة «كورونا»، لأن الالتزام مسؤولية الجميع، وحماية الوطن وأبنائه خير تجسيد للانتماء له والحرص على مستقبله.

 

 

Email