رأي

الحوار وطبول الحرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الوقت الذي تتسارع فيه التحركات لإعادة السلام إلى ليبيا، سواء في المغرب أو جنيف، بدأت طبول الحرب تدق في ليبيا، من خلال تحضير الميليشيات، بأوامر تركية، لمواجهة عسكرية في ليبيا، في استباق لأي ترتيبات قد تفضي إلى استقرار الأوضاع في البلاد، فقد صار معلوماً لدى الجميع، حجم التدخل الخارجي الفج في الملف الليبي، وهو ما زاد في تعميق الأزمة، وفي كسر أي محاولة للحل السياسي، وإفشال التحول الديمقراطي في ليبيا، وبناء دولة مستقرة.

انهيار الدولة الليبية، فتح المجال لكل الدول التي كانت لها آمال، بأن تنافس النفوذ الليبي في المنطقة، فمستقبل هذا البلد، للأسف، ليس في يد الليبيين بالدرجة الأساس، حيث بات هذا البلد رهينة التدخل الخارجي، الذي يمثل خطراً كبيراً على أي مشروع وطني في هذا البلد، ويؤجل في كل مرة حلم الشعب الليبي بمستقبل ديمقراطي، إلى أجل غير مسمى، وما زاد من ذلك، عدم وجود دولة توحّد الجميع، وتستوعب آراءهم، وتحتضن طموحاتهم، في ظل سيطرة الإيديولوجيات المتطرفة على بنود القرار السياسي.

إن اعتماد الحوار والتوافق، كنهج لإدارة الأزمة بين مختلف الفرقاء الليبيين، أعطى نظرة تفاؤلية لمستقبل أفضل، لكن الآمال الكاذبة والوعود الجوفاء، لن تؤدي بهذا البلد إلى شاطئ الأمان، في ظل التهاون في مواجهة التيارات المتطرفة الإرهابية المدعومة من تركيا، التي بدأت في مساعٍ «لخنق» أي حلّ سياسي للأزمة، قد يرى النور.

سيادة ليبيا تبقى اليوم، الخطر الأكبر، وهي مسؤولية الأطراف الليبية قبل أي طرف آخر، ولا يجب تبديد الفرصة المتاحة حالياً، لاستكمال الخطوات اللازمة لإقرار الاتفاق السياسي لحل الأزمة، وقطع الطريق أمام تركيا، الساعية لتحويل ليبيا إلى مستنقع تستنزف فيه خيراته، وصولاً إلى وضع أسس جديدة للحكم في ليبيا، تقوم على الديمقراطية والدولة المدنية.

Email