وغاب عن الإنسانية صباحها

ت + ت - الحجم الطبيعي

نعَى العالم الإسلامي أجمع، ببالغ الحزن والأسى، أميرَ الإنسانيةِ وقائدَ العمل الإنساني، وأحدَ أهمِّ عمالقة السياسة، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، وهو الأمير الخامس عشر للكويت، الذي وافته المنية يوم الثلاثاء 29 من سبتمبر الماضي.

ومن منّا لا يحزن، عندما يترجل أميرُ الإنسانية عن صهوة العمل الإنساني ويرحل، ومن منا لا يتذكرُ مناقبَ الفقيد الكبير، الذي نذر نفسَه لشعبه ولقضايا الأمة دون كلل أو ملل، وعمل على تقوية البنيان العربي، وتعزيز تماسكه، مؤكداً أنّ الأمتين العربية والإسلامية، فقدتا قامةً كبيرة وقيادة تاريخية، لم تتوانَ عن خدمة قضايا أمتها، حتى آخر لحظة من حياتها.

لُـقِّـبَ الأمير الراحل، بأمير الإنسانية وقائد العمل الإنساني، وشيخ الدبلوماسيين العرب وفي العالم، وعميد الدبلوماسية العربية والكويتية، ولم تأتِ هذه الألقاب من فراغ، فهو من القادة القلائل الذي اتبع سياسة إصلاحية، وفي عهده، ترسخت الحياة الديمقراطية، وتخطت محبتُه وعطاؤه الحدود، لذلك تصنَّفُ دولة الكويت من الدول المانحة، والحاضنة للعديد من القضايا ذات الشأن، وكان الأمير الراحلُ ذا بصمةٍ واضحة، ورسالة سامية في رأْبِ الصدعِ بين الدول، وتخفيفِ حدَّةِ الخلاف في ما بينها، ولمّ الشمل العربي.

لقد تميز ببصيرةٍ نيرة، ورؤيةٍ حكيمة، استطاع من خلالها حلّ كثيرٍ من النزاعات الخارجية، وكذلك احتواء شعبه، ما جعل الكويت دولةً مستقرة، تمشي بخطى ثابتة وراسخة، وذات مناخ سياسي خصب، وحاضرة في كثير من المجالات، من أجل الإصلاح، سواء على المستوى الخليجي أو العربي، لذلك ترك الأمير الراحل أثراً بالغاً، يخلِّدُه التاريخ في مسيرة حياته، وكان يقول كثيراً: «إنّ أعمالَ البِّرَ والإحسانِ قيمٌ متأصِّلةٌ في نفوس الشعب الكويتي، تناقلها الأبناء والأحفاد عن الآباء والأجداد، بما عرف عنه من مسارعةٍ في إغاثة المنكوب، ومدّ يد العون لكل محتاج».

منحهُ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 18 من سبتمبر 2020 «وسامَ الاستحقاق العسكري برتبة قائدٍ أعلى»، تقديراً لجهوده في خدمة الإنسانية.

نعاه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، فقال: «رحمَ اللهُ أبَا الكويتِ الحَاني، وقلبَ الخليج النابض، وأميرَ الإنسانيةِ النبيلَ، الشيخَ صباح الأحمد الصباح، الذي حطّ رحالَه عند ربٍّ رحيم كريم عظيم، بعد أنْ خدمَ وقدّم وأكرم شعبه».

ومن جانبه، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، نعَى أميرَ دولة الكويت الراحل، ووصفه بأنّه «رجلُ الحكمة والتسامح والسلام، وستظلّ مواقفه التاريخية المخلصة في خدمة وطنه وأمته والإنسانية، خالدةً في ذاكرة الأجيال».

 

 

Email