أهمية علم النفس في التعليم

ت + ت - الحجم الطبيعي

كانت بداية علم النفس عندما قامت بعض الجامعات الأمريكية بإعطاء مساقات في علم النفس التربوي بهدف إعداد المعلمين، إلا أن هذا العلم لم يصبح علماً بمعناه الحقيقي إلا منذ عام 1860م عندما بدأت الحركة التجريبية في ألمانيا على يد العالم (فونت)، وكان هذا العلم آنذاك وسيطاً بين علم النفس والتربية.

وقد استقل علم النفس التربوي عن الفلسفة وأصبح علماً تجريبياً على يد العالم إدوارد ثورندايك الذي كان مدرساً لهذا العلم في كلية المعلمين بجامعة كولومبيا من عام 1889 وحتى عام 1949م، وألّف أول كتاب في علم النفس التربوي عام 1915م، بعد ذلك بدأ الاهتمام بهذا العلم، بتأليف الكتب وإجراء البحوث والدراسات الأكاديمية، وظهرت المجلات المتخصصة لمعالجة موضوعاته، إلى أن أصبح هذا العلم من المقررات الأساسية لتدريب المعلمين في كليات ومعاهد التربية بمختلف أنواعها في معظم الجامعات العالمية، ومن هذا المنطلق جاء الاهتمام بهذا العلم وتعريفه، ومجالات دراسته، وأهدافه، وفوائده وأهميته للمعلم والمتعلم، وعلاقة هذا العلم بجوانب العملية التربوية.

علم النفس التربوي مادة ضرورية

يُعد علم النفس التربوي من المواد الضرورية لتدريب المعلمين وتأهيلهم، على مختلف مجالات الدراسة في هذا العلم كاختيار الأهداف التربوية، والتقويم وخصائص المتعلمين وصعوبات التعلم، والتأخر الدراسي، واختيار طريقة التدريس المناسبة، واكتساب المعلومات وتوصيلها للطلبة، وإذا ما تدرب المعلم بشكل فعّال وصحيح على مواضيع علم النفس التربوي فإنه يصبح ناجحاً في عملية التعلم والتعليم، فلابد بعد التدريب أن يكتسب معارف سلوكية إيجابية.

وفيما يلي أهم الجوانب التي يهتم بها علم النفس التربوي للمعلم:

أولاً: ممارسات المعلمين الإيجابية تجاه مهنة التعليم:

* اتجاهات المعلم الإيجابية نحو مهنة التعليم: وفي هذه الممارسة لابد من اختيار المعلمين بشكل علمي ودقيق، وأن تكون عنده الرغبة والدافع لممارسة مهنة التعليم.

* البعد عن النقد: دور المعلم أن يقود الطالب للنجاح، وأن يشجعه على القيام بالعمل بشكل أفضل؛ لأن ذلك يؤدي إلى زيادة الثقة بالنفس، فيصبح لدى الطالب نظرة إيجابية لذاته، وهذا يؤدي إلى حالة نشاط ومعنوية عالية، ومساعدة على تركيز الانتباه للشرح، وزيادة دافعيته لتحصيل المادة العلمية.

ثانياً: توقعات المعلم الإيجابية عن الطالب:

على المعلم أن تكون نظرته للطلبة داخل الفصل الدراسي واقعية، وضمن قدراتهم، وخصائص المرحلة العمرية التي يمرون بها، إذاً لابد للمعلم من التماس العذر للمخطئ وتقدير محاولاته، وإظهار التعاطف والحنان، ومساعدة الضعيف، والتركيز على جوانب القوة لدى الطالب في قدراته المختلفة ومساعدته في علاج جوانب الضعف.

إن أسلوب إيصال المادة العلمية من خلال الأنشطة والوسائل والتقنيات المختلفة يعد مقصداً رئيساً لكفاءة المعلم، فلابد أن ينوع في الأنشطة الصفية من أجل إثارة الحماس والتشويق والتحدي

ثالثاً: امتلاك مهارة الاتصال والتواصل مع الطلبة:

إن المعلم هو الأب والمربي والمرشد للطالب، وهذا يتطلب منه أن يعامل الطالب كإنسان بأن يتعاطف معه ويثق به ويتقبله، وأن يحترمه مهما كان مستواه الدراسي، وأن يشعر كل طالب بقيمته.

* مدير جامعة الوصل

drmohdahmed@gmail.com

Email