الجائحة وموجة الصراعات

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم ما يكابده العالم من تحديات وأزمات خطيرة بسبب انتشار وباء كورونا، فإن نيران الحروب لم تخمد بل تأججت الصراعات، فالمنطقة تعيش على صفائح ساخنة متحركة نتيجة حرص تركيا على نشر الفوضى وخلق العوائق والعراقيل أمام السلام والاستقرار في المنطقة.

للأسف تستغل تركيا وإيران المحنة التي تمر بها البشرية للمتاجرة بالمأساة الإنسانية والأزمة الصحية العالمية في بلدان تعاني أصلاً من انهيار في القطاع الصحي، وهو ما زاد في انتشار الوباء بصورة غير طبيعية.

التداعيات ستكون خطيرة بشكل خاص بالنسبة لأولئك الذين يقعون في خضم الصراع، فيدفع أكثر الفئات ضعفاً -النساء والأطفال وذوو الاحتياجات الخاصة والمهمشون والنازحون- الثمن الأكبر، في هذه الحروب كما أنهم أكثر عرضة للمعاناة من الخسائر المدمرة لهذا الفيروس فيما تتعطل المساعدات الإنسانية.

ويموت الناس جوعاً أكثر من موتهم بالفيروس، ومن المؤكد أن انتشارالفيروس خفف من قدرة الدول والمنظمات على الانصراف لحل أو منع النزاعات.فالظروف الناتجة عن كورونا وسعت العالم كله، وأثرت على اقتصاده وأرهقت قدراته، والدول لم تعد بمقدورها تحمل أعباء حروب جديدة أو تأجيج صراعات جديدة، وقد ارتأت الاهتمام بمواجهة تداعيات الوباء داخليا .

ولا غنى عن القول أن نشر الارهاب خطر يهدد أمن الجميع ووقف ذلك يحتاج إلى مواجهة من كل قوى الحق والسلام وهذا ما يأمله الباحثون عن الأمن والعيش الكريم، فالوقت قد حان لكسر طموحات الدول الاستعمارية وفرض السلام بلغة التهديد، إذ إن السكوت على ما يجرى في ليبيا واليمن سيزيد من انفجار الوضع، لذلك فقد آن الأوان لإعلاء صحوة الضمير الحي بعيداً عن الأنانية أو الحسابات السياسية التي لا تستقيم مع الكوارث التي حلت بالبشرية، ما يسهم في التفرغ لمواجهة الوباء وتداعياته .

Email