«مسبار الأمل» منعطف تاريخي في مسيرة الإمارات التنموية

ت + ت - الحجم الطبيعي

في سبتمبر الماضي، أصبح هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي ضمن فريق مكوّن من 3 أفراد انطلقوا من كازاخستان نحو محطة الفضاء الدولية. وبعد هذه المهة الفضائية الناجحة، لم يتوقف طموح الإمارات الأكبر عند رحلة رائد الفضاء، بل امتد لكوكب المريخ من خلال إطلاق مسبار الأمل، والذي بفضله ستدخل دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل رسمي السباق العالمي لاستكشاف الفضاء، لتكون بذلك واحدة من بين 9 دول فقط تطمح لاستكشاف كوكب المريخ. ويعتبر هذا المسبار أول مهمة بين الكواكب التي ستزود المجتمع العلمي العالمي ببيانات جديدة.

نحن في «دبي العطاء» فخورون للغاية بمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، الذي يعتبر أول مهمة عربية تُطلق فيها رحلة إلى المريخ. هذا الحدث التاريخي والاستثنائي ما هو إلا دليل على تمكُّن دولة الإمارات العربية المتحدة، التي جعلت من التعليم أساس تقدمها المستمر، من ترسيخ مكانتها كمنارة للأمل على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

إن برنامج الاستثمار الفضائي الذي وضعته القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، سيسهم من دون شك في تعزيز دور صناعة الفضاء لتحقيق رؤية الإمارات 2021، ولتلبية أهداف الاستراتيجية الوطنية للابتكار واستراتيجية الثورة الصناعية الرابعة، من خلال تعزيز اقتصاد يعتمد على المعرفة والابتكار من جهة، وتحفيز التعاون والشراكات بين المؤسسات الحكومية والخاصة والبحثية والأكاديمية، إلى جانب تشجيع الاستثمار داخل وخارج الدولة في صناعة الفضاء، وجذب الشركات الفضائية الدولية بأن تتخذ من الدولة مقراً إقليمياً وعالمياً لأنشطتها من جهة أُخرى.

علاوة على ذلك، سيشكل «مسبار الأمل» منعطفاً تاريخياً في المسيرة التنموية لدولة الإمارات العربية المتحدة، مدشناً مرحلة جديدة من التفوق العلمي والتكنولوجي، من خلال ترسيخ مكانة الإمارات بوصفها الدولة الأكثر تطوراً وتقدماً في مجال الصناعات الفضائية واكتشاف الفضاء في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.

كما تشكل الأهداف العلمية التي سطرها مشروع مسبار الأمل سابقةً على مستوى تاريخ المهمات السابقة إلى كوكب المريخ، بحيث سيوفر قاعدة بيانات علمية حديثة ستكون متاحة مجاناً للمجتمع العلمي في كل أنحاء العالم في سبيل خدمة المعرفة الإنسانية.

إن مهمة مسبار الأمل من شأنها كذلك تعزيز موارد بشرية إماراتية عالية الكفاءة في مجال تكنولوجيا الفضاء، وتطوير المعرفة والأبحاث العلمية والتطبيقات الفضائية التي تعود بالنفع على البشرية، والتأسيس لاقتصاد مستدام مبني على المعرفة وتشجيع الابتكار، والارتقاء بمكانة دولة الإمارات العربية المتحدة في سباق الفضاء.

من دون شك إن مشروع مسبار الأمل يعكس عزم الدولة للانضمام لنادي النخبة ممن استكشفوا الفضاء، جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة والصين وروسيا، وذلك من خلال إرسال مسبار فضائي إلى كوكب المريخ. وستعزز هذه المهمة الفضائية أيضاً إرادة الإمارات في دعم الإنسانية والعمل الإنساني.

اليوم يشكل 20 يوليو من العام 2020 فارقاً في تاريخ البشرية، حيث سيكون هذا الإنجاز العظيم دافعاً للمضي قدماً نحو تحقيق المزيد من النّجاحات لدولة الإمارات العربية المتحدة في مختلف المجالات العلمية. وسيرسخ هذا التاريخ كذلك موقع الإمارات على الخارطة العالمية للتقدم العلمي والتعليمي والتكنولوجي. إن هذا الإنجاز يترجم الرؤية الاستراتيجية الثاقبة نحو مستقبل مشرق للإمارات.

Email