رأي

الاصطفاف العربي.. صمام الأمان

ت + ت - الحجم الطبيعي

يواجه العالم العربي هجمة إقليمية شرسة للتدخل في شؤونه الداخلية ومحاولة تمزيقه لضرب سيادته الوطنية، فما يحدث في ليبيا، اليمن، العراق، سوريا، فلسطين، من تهديدات أكبر من أن تتصدى لها أي دولة لوحدها، فلا غنى عن القول إن المواجهة الأحادية داخل حدود البلد الواحد غير كافية في ظل اتساع مخططات تركيا وإيران وإسرائيل في المنطقة، وهو الأمر الذي يعظم من الحاجة لإيجاد آلية جماعية من خلال تشكيل جبهة عربية مشتركة لردع أي محاولة لضرب سيادة الدول.

لقد وقفت الأمة العربية شامخة أمام الجميع، معلنة للعالم أنها واحدة متوحدة، وستقف ضد كل من يحاول أن يمس أي كيان فيها، فالقرارات الأخيرة برفض الضم الإسرائيلي ورفض التدخلات التركية في ليبيا والعراق، ومواجهة التدخلات الإيرانية في اليمن، جاء ليعطي رسالة للعالم أنه ليس من المقبول أن تدار قضايانا العربية المرتبطة مباشرة بأمننا العربي خارج إطار العمل العربي المشترك، ومن غير المقبول استمرار الوضع الراهن، الذي حول المنطقة العربية إلى ساحات للصراعات الدولية والإقليمية وملاذات للتنظيمات الإرهابية التي تهدد الأمن والاستقرار والتنمية في بلداننا.

آن الأوان لمواجهة التآمر الدولي والإقليمي على المنطقة وشعوبها بما يفشل أي مخططات إرهابية آثمة يراد منها النيل من دولنا العربية وذلك بالتخطيط للتصدي جماعياً للأخطار التي تهدد دولنا، والعمل أيضاً على تعزيز الجبهة الداخلية لمواجهة الأخطار والمؤامرات الخارجية التي تعصف بالمنطقة، فالمصير المُشترك هو الإطار الذي يُوحِّد كافةَ الجُهود العربية في سبيل ضمان استقرار المنطقة، فما يدور في أي بلد عربي من اقتتال داخلي نتيجة التدخل التركي أو الإيراني، يجب مواجهته بالحلول السياسية بعيداً عن الصراع المُسلح الذي غذى وأطال أمد الأزمة وهدد مصالح الدول العربية المجاورة.

ما يجمع البلدان والشعوب العربية أكثر بكثير مما يفرقها، بفضل قوة الروابط الحضارية العريقة والتاريخ والمصير المشترك، فالأوضاع الراهنة تحتم على الجميع ترك الاعتماد على الغرب وخلق جبهة عربية موحدة ضد أي مخطط لتقسيم البلاد العربية ونهب ثرواتها.

Email