حرب بين العلم والسياسة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يجسد العقار المضاد للملاريا «هيدروكسي كلوروكين» حرباً بين العلم والسياسة، حيث قسّم هذا الدواء العالم إلى قسمين، الأول بدأ في استعماله، والثاني يحذر من مخاطره، وهو الأمر الذي وضع منظمة الصحة العالمية في حيرة، وجعلها تميل إلى إنهاء الجدل وسحبه، لكن ذلك جلب لها متاعب.

ويبدو أن هذا السيناريو تحصيل حاصل «للحرب الخفية» بين الدول الكبرى ومختبراتها الصيدلانية لإنتاج أول لقاح تكتسح به الأسواق العالمية، فالأزمة الحالية أخلاقية، وتطغى عليها صفة الأنانية، ولا بد من أن يكون الجهد الحالي موجَّهاً لدعم الجهود العلمية والبحثية لإيجاد علاج فعال لفيروس كورونا، وليس محاولة كسر أي مجهود فعال لمواجهة الوباء. الوباء لم يستثن أياً من الدول مهما بلغت درجات تطورها العلمي، وعلى العلماء ألا يهتموا بحسابات ولا بصراعات، وإنما عليهم أن يركزوا على النجاح في مهمتهم الإنسانية، فما المانع أن يجتمع العلماء تحت قبة واحدة للتوصل إلى أمصال ولقاحات وعلاجات ضد فيروس «كورونا»؟

التحديات التي تواجهها الشركات في تحقيق التوازن بين رغبات السياسيين في إعطاء الأمل للمرضى من ناحية، والحقائق العلمية من ناحية أخرى، جاءت لتؤكد أن الفيروس ورغم وحشيته لم يقتل في بعض السياسيين الأنانية التي خلقت جدلاً عقيماً يشوش العقول، ويربك الخطط الموجهة للمعركة المصيرية ضد الوباء. ومن غير الطبيعي أن نعتلي رقاب بعضنا لنرتقي، فكلنا في سفينة واحدة والبقاء للعلم والمعرفة، فالجميع يتلمس أية بشرى منهم ولو ضئيلة ضآلة «كورونا» الذي يزلزل العالم بلا هوادة، لذلك أفسحوا المجال لكلمة الطب والعلم، فهي الكلمة الأعلى والأصدق والمنتظرة في جنبات كوكب الأرض، وعلى دول العالم البحث عن «الأمان الصحي للعالم» أكثر من مصالحها.

Email