التعايش مع كورونا خيار واقعي

ت + ت - الحجم الطبيعي

بات التعايش مع فيروس كورونا المستجد واقعاً محتوماً بعدما كان اختيار الاغلاق اضطرارياً وإجبارياً بالنظر لعدم معرفة طبيعة المرض وانتظار اللقاح المناسب، لكن يبدو أن العالم اقتنع بأن الوباء سيطول، وأن لقاحه مستبعد إعلانه قبل نهاية العام.

العودة للحياة أصبحت ضرورة ملحة والتي تتطلب عودة الاقتصاد والأعمال، وبالتالي فقد بدأت الحياة الاجتماعية الجديدة مع «كورونا»، وأهم مميزاتها أن الأفراد أصبحوا مسؤولين عن حماية أنفسهم بشكل أساسي إلى جانب الحكومات، والأهم هو عدم تكرار ما حصل في المرحلة الأولى، لذلك فإن هذه المرحلة، من المفترض أن لا تشهد معاتبة الدول على حدوث الأخطاء والتقصير في التباعد الاجتماعي والجسدي، فلقد حان وقت الانخراط في الحياة الاجتماعية الجديدة والتعود على قواعدها.

حان الوقت لكي يقوم المجتمع بتغيير الطرق التقليدية التي دأب عليها في مناسبات الأفراح و الأحزان، عبر الالتزام بإجراءات السلامة في كل مكان إلى غاية اكتشاف لقاح أو دواء. ولا غنى عن القول إن زيادة الوعي الذي انتشر بين الشعوب دليل على أنّنا سننتصر على الوباء عاجلاً أم آجلاً.

إنّ الرهان في هذه الفترة على استجابة الشعوب للتدابير الاحترازية، كلما احترمنا التباعد الجسدي وطبقنا النقاط المتعلقة بالوقاية، اقتربنا أكثر من تقليص «منافذ العدوى»، ولكن هذا التعايش أكيد سينجح في الدول المتطورة، لكنه سيجد مطبات في البلدان التي تفتقد معايير الوقاية وتعاني نقص المواد الطبية. وهو ما يستدعي تحقيق التكافل الإنساني بين الدول باعتبار أن التعاون كفيل بضمان عدم انتقال عدوى الوباء. فالمعركة المصيرية في مواجهة «كورونا» لمنع تفاقمه، تستدعي التوازن بين التعايش مع الوباء والتمسك بقيم التحضر الاجتماعي، على اعتبار أن السلوك الفردي لديه فائدة جماعية من أجل الخروج من هذه المحنة التي مست كل العالم.

Email