القادم أفضل

ت + ت - الحجم الطبيعي

سينتصر العالم على وباء «كورونا» وسيهزمه، مثلما قاومت البشرية على مدى عصور، الطاعون والملاريا، فالمؤشرات في مجملها، تدل على أن الوباء ربما يكون في طريقه إلى الانحسار، وأن الأسابيع المقبلة قد تشهد بوادر حقيقية على ذلك بشكل تدريجي.

فيروسات مجهرية تغزو العالم، تقود حرباً عالمية دون وكالة، حيث إنه في ظرف زمني قصير، استطاع فيروس مجهريّ غير مرئيّ، أن يسرق سكينة وطمأنينة البشرية جمعاء، ويحوّل حياتها إلى ما يشبه الجحيم، فقد أغلق هذا الوباء الحدود، التي شرّعتها العولمة على مصراعيها، ودفع الدول إلى إحاطة نفسها بجدار من العزلة، لكن العقل البشري، سيتمكن في نهاية المطاف من احتوائه والسيطرة عليه، من خلال تدابير صارمة، وبالتالي، سيتحول إلى مجرد فيروس عادي، مثله مثل بقية فيروسات الإنفلونزا، حيث انتقل الوباء من مرحلة الاكتشاف إلى المرحلة الثانية، وهي الانتشار، والآن العالم في مرحلة قريبة من الاحتواء.

فمثلما خاطبت بعض شعوبها بأسلوب يميل إلى القسوة، وإن صنفته في خانة الموضوعي والصريح، مثل دعوة مواطنيها إلى الاستعداد إلى فراق الأحبة، مثلما بدأت عدد من الدول في الفترة الأخيرة، ترفع تدريجياً من العزل الصحي، وتبدأ فتح المدارس، الأسواق بانتهاج مقاربة تعتمد خطاباً صريحاً ومطمئناً، بتفضيل أسلوب الترغيب على الترويع، وهي نقطة إيجابية.

الظروف الصعبة التي يواجهها العالم اليوم، ستمضي، وتجربة الصين خير مثال على ذلك، ومن المؤكد أنّ العالم ما بعد «كورونا»، سيجنح إلى الاهتمام بالإنسان أكثر، وإنهاء النزاعات المسلّحة، وحقن الدماء، فلا شيء أغلى من العيش في بيئة يسودها الحب والوئام، وقد جرب العالم الرعب من الأوبئة، ومستحيل أن يجازف مستقبلاً في الصراعات التي تهدم الاستقرار.

Email