«كورونا» والمجاعة خطران على البشرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت أزمة جائحة «كورونا» للجميع عن أن سبيل التعافي يرتبط ببناء أشكال من التضامن الدولي، والخروج من المأزق لا يكون إلا عبر عودة الدولة الاجتماعية الراعية للفئات الفقيرة، ففي زمن الأزمات تعيد الإنسانية اكتشاف ذاتها، أي اكتشاف القيم المبنية على التكافل والتضامن والتآزر، وأن يقوم الغني بمساعدة الفقير، فإذا اخترنا التضامن العالمي، فلن ننتصر على فيروس «كورونا» فحسب، بل ضد جميع الأوبئة والأزمات المستقبلية، التي قد تهاجم البشرية.

العالم بحاجة إلى رؤية مشتركة واضحة تضع حداً لكل ما يهدد الإنسانية من أخطار ومن مجاعة وأوبئة مدعومة بشراكة عالمية مصمِّمة على تخليص الناس من براثن الفقر والجوع، فالتكاتـف الإنساني على أسس من الضمير الصادق الذي يبث الخير والأمل ليس من شأنه فقط دحر وباء «كورونا»، وإنما معالجة تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية على سكان العالم.

جائحة «كورونا» لا يمكن التحكم فيها إلا بتعزيز الحصانة الصحية والتكافل، لكن الجوع لا يمكن التحكم فيه إلا بالمساعدات وهو أقسى من المرض، فملايين من البشر يموتون بالفعل كل عام نتيجة للجوع، من بينهم 6 ملايين طفل في دون سن الخامسة، فالمجاعة من صنع الإنسان ويمكن للبشر القضاء عليه بسهولة في عالم يفيض بالثروات، حيث إن الأشخاص الذين يعانون من البؤس يستحقون يداً صديقة تغيثهم وتساعدهم، كي لا تكون الإنسانية مجرد شعار جذاب.

وعلى البشرية الاختيار بين طريق الانقسام أو طريق التضامن العالمي، فالأول سيزيد من الأوبئة التي لا تسلم منه لا الدول الغنية ولا الفقيرة، وقد يؤدي إلى حدوث كوارث أسوأ في المستقبل. أما الطريق الثاني المبني على التلاحم والتكافل الاجتماعي فسيؤدي إلى عالم أكثر حصانة من الأمراض والأوبئة والصراعات.

Email