كورونا.. نجاح الشرق وتراجع الغرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

جائحة كورونا أسقطت ورقة التوت عن الكثيرين، وخاصة الدول الكبرى، وظهر خلفها مصائب كثيرة وفشل ذريع في التعامل مع هذه الأزمة خصوصاً بعد أن ارتفعت أعداد المصابين في أمريكا وأوروبا، هذا الوباء أظهر عدم كفاءة الأنظمة الصحية في بلدانٍ كثيرةٍ، وأفشل العديد من النظم السياسية التي عجزت حتى الآن عن إدارة الأزمة، وتأخرها في تطبيق الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار الفيروس.

كورونا تفشى في العديد من الدول الأوروبية، وعلى الرغم من أن الاتحاد الأوروبي يجمعه العديد من النظم المشتركة، إلا أنه وللأسف تخلت بعض الدول الأوروبية عن بعضها البعض ولم تقدم للدول الأكثر تضرراً منها المساعدة اللازمة لمنع تفشي فيروس كورونا، وليس هذا فحسب، بل وقامت بعض الدول بتعطيل إيصال أو الاستيلاء على المساعدات الإنسانية التي كانت في طريقها لتصل لإيطاليا وإسبانيا، هذا بخلاف قيام بعض الدول بمنع تصدير الأجهزة والمواد الطبية، وهذا إن دل على شيء فيدل على ضعف بنية الاتحاد الأوروبي وعدم قيامه بدوره المنوط به في مثل هذه الأوقات الصعبة.

كورونا أثبت أن النظام العالمي الغربي والمرتبط ارتباطاً وثيقاً بحقوق الإنسان والمساواة بين الشعوب وطبقاتها بات شعاراً آيلاً للسقوط خصوصاً بعد التصريحات التي سمعناها من رجال السياسة وكبار المحللين الاقتصاديين الذين وضعوا الجانب الاقتصادي والخوف من انهيار الاقتصاد العالمي بسبب الركود أكبر من تخوفهم على الأرواح المعرضة للموت بسبب هذا الفيروس والذي وصل عدد الإصابات به حتى لحظة كتابة هذا المقال أكثر من 600 ألف مصاب عالمياً.

على عكس الصورة السوداوية التي شاهدناها في بعض الدول الغربية شاهدنا صورة جميلة في دولنا العربية ودول شرق آسيا، خصوصاً أن هذه الدول راعت سلامة مواطنيها ووضعتهم فوق أي اعتبار وأظهرت جانباً إنسانياً رائعاً، وبالتحديد بعض العربية والتي بذلت الغالي والنفيس في سبيل حفظ أرواح القاطنين على أراضيها بمختلف فئاتهم من المواطنين والمقيمين وحتى الزائرين، وفي مقدمتهم دولة الإمارات العربية المتحدة التي أصبحت في الأزمة نموذجاً للإنسانية والتعاون والتكاتف مع دول العالم، بغض النظر عن أية خلافات أو اختلافات.

كورونا أثبت والحمد لله أن دولة الإمارات لديها الجاهزية الكاملة للتعامل مع مثل هذه الظروف الصعبة وأن أرواح مواطنينا غالية جداً على قيادتنا، حيث واصلت العمل ليل نهار لضمان سلامة المواطنين وتقديم كافة أشكال الدعم لضمان، ليس فقط رجوع رعايانا من المتواجدين خارج دولتنا، بل ومساعدة رعايا الدول الأخرى على العودة لأوطانهم وتوفير الرعاية اللازمة لهم، على عكس قيام بعض الدول الغربية الذين تركوا مواطنيهم لمواجهة مصيرهم أو دفع تكاليف الرجوع إلى أوطانهم.

أرواح الناس هي أغلى ما نملك، هذه هي قيمنا التي نواجه بها فيروس كورونا وغيرها من الظروف الصعبة، والإنسانية التي أظهرتها القيادة الإماراتية التي لم تتوانَ أبداً عن دعم الجهود العالمية لوقف انتشار فيروس كورونا، وما يثبت ذلك قيام دولتنا بترك الخلافات السياسية جانباً وتقديم كافة الدعم للدول المتضررة ومن ضمنها إيران.

القيادة الإماراتية لم تهدأ أبداً وواصلت العمل ليل نهار لضمان تخفيف تأثير فيروس كورونا على المجتمع، وقامت بالدور المنوط بها من المسؤولية الدولية والعالمية وقدمت كافة أشكال الدعم لدول العالم الموبوءة حتى أصبحت الإمارات رمزاً للإنسانية العالمية بشهادة الكثير من الخبراء والقادة والسياسيين وأصحاب القرار في المنظمات الدولية.

دولة الإمارات أظهرت من خلال التعامل مع هذا الوباء العالمي أن قادتنا يتمتعون بحسن إدارة الأزمات، فعلى الرغم من خطورة الوضع إلا أن التعامل الذكي وتصعيد الإجراءات الاحترازية وتفعيل المنظومات الرقابية والقانونية لإلزام المجتمع بتطبيق واتباع هذه الإجراءات جاء بسلاسة وبحزم ممزوج بالإيجابية، فهذه هي الإمارات وهذه هي عاداتنا ونهجنا في إدارة الأمور، فعندما تم تطبيق حظر التجول وتقييد الحركة في بعض دول العالم كان للإمارات طريقة مغايرة بإيجاد برنامج التعقيم الوطني الذي كان شبيهاً بحظر التجول أو تقييد الحركة إن صح التعبير لكن بصورة حضارية.

تحية لكافة القيادات التي تراعي حياة الإنسان وتضعها في المقام الأول مهما كانت الاعتبارات الأخرى، فنحن اليوم أمام معضلةٍ إنسانيةٍ خطيرةٍ جداً، علينا أن نواجهها بإنسانية عالية.

 

 

Email