إمارات الإنسانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهدت الأسابيع الماضية انتشاراً كبيراً لفيروس كورونا وصل للعديد من دول العالم، وبات الأمر مقلقاً بشكل أكبر، وفي ظل هذه التطورات تأتي القيادة الإماراتية لتضع بصمتها في هذا الملف المعقد، وتمد يد العون لجميع دول العالم.الأسبوع الماضي قامت دولتنا دولة الإمارات وبإشراف مباشر من سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بإرسال طائرة خاصة، لإجلاء المواطنين العرب من مدينة ووهان الصينية، الذين علقوا في بؤرة تفشي الفيروس، ولم يقتصر الأمر فقط على إجلائهم، بل قامت دولتنا باستضافتهم في مدينة الإمارات الإنسانية، لتقدم الرعاية الطبية لهم قبل عودتهم إلى أوطانهم.

«مدينة الإمارات الإنسانية» بفضل توجيهات القيادة الرشيدة جُهزت في وقت قياسي وفق أرقى المعايير، التي تراعي في تصميمها الخصوصية والراحة، وتم توزيع الضيوف في غرف المدينة حسب فئاتهم، بحيث تم تسكين الأسر والعائلات في غرف خاصة، وكذلك الرجال والنساء.

وأثبتت دولة الإمارات أن لديها كل الإمكانات والوسائل الكفيلة بالسيطرة على أي مرض معدٍ أياً كان سرعة انتشار هذا المرض، ولذلك تمت عملية الإجلاء والاستقدام إلى أبوظبي وفق إجراءات واحترازات وقائية عالية المستوى، لضمان عدم انتقال العدوى في أي مرحلة.

تأتي هذه المبادرة لتؤكد أن الإمارات وطن الإنسانية بكل أشكالها وأنواعها، وهذه المبادرة ليست الوحيدة في مواجهة كورونا، بل لعبت الإمارات والقيادة الإماراتية دوراً كبيراً لتخفيف وطأة هذا الفيروس وتأثيره على العالم.

خلال الأسبوع الماضي قامت الإمارات بمساندة وتسهيل مهمة منظمة الصحة العالمية، لتجهيز مساعدات طبية لإيران، وقد قدمت الإمارات كل السبل لتيسير الشحنة من على أراضيها وتحميلها بكل المتطلبات الطبية الخاصة بمواجهة كورونا، وهذا ما أشادت به منظمة الصحة العالمية، وقد عبر الدكتور تيدروس ادهانوم غبريسيوس مدير عام منظمة الصحة العالمية عن بالغ شكره وامتنانه لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، الذي سهل هذه المهمة وتابعها.

دور الإمارات في مواجهة كورونا لم يتوقف عند هذا الحد، حيث قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بإجراء مكالمات هاتفية مع الرئيس الصيني ورئيس وزراء إيطاليا ورئيس كوريا الجنوبية، لبحث سبل التعاون في مواجهة كورونا، والآلية التي يمكن للإمارات تقديم المساندة والدعم لأكثر ثلاث دول تفشى فيها فيروس كورونا.

عندما كنا نتحدث عن أهمية القوة الناعمة وتأثيرها الدولي تأتي هذه التحديات العالمية، لتؤكد أن دولتنا قامت بأعمال عظيمة، لتجعل من نفسها دولة يستند إليها العالم وقت المحن، وكلهم ثقة بأنها أرض الإنسانية، وأنها ستقدم الدعم الكامل للقضايا الدولية، وهذه التجربة «تجربة كورونا» أثبتت للعالم أن الإمارات لديها الكثير من المساهمات العالمية في مختلف المجالات.

بخلاف تقديم المساعدات الإنسانية قامت الإمارات بتشكيل فريق متخصص لدراسة فيروس كورونا ومساعدة العالم على إيجاد علاج لهذا الفيروس، والذي يعمل جنباً إلى جنب مع وزارات الصحة ومنظمات الصحة العالمية، للوقوف على علاج فعال لفيروس كورونا، وهذا يؤكد أن دولتنا تمضي في الطريق الصحيح، لتكون في مصافِ الدول العالمية التي لها تأثير إيجابي على قضايا العالم.

ستبقى الإمارات وطن الإنسانية، وطن المواقف المشرفة، وستبقى قيادتنا حاضرة وبقوة، لتضع بصمتها في قضايا المجتمع الدولي، ومساندة حقيقية لقضايا الشعوب.

* كاتب وإعلامي

 

Email