رأي

تونس.. خذوا العِبرة من العراق

ت + ت - الحجم الطبيعي

أزمات لا تنتهي، هذا هو حال الوضع السياسي في تونس، فالجميع متمترس في موقعه، دون إرادة للتنازل أو تقريب وجهات النظر.

الطبقة السياسية لا تزال تعتمد نفس مسلكية المحاصصة في العراق، ونفس مُقاربة العصبية الأيديولوجية، في تعاملها مع ملف الحكومة، وتعكسه بصورة جليَّة وواضحة، حالة القطيعة بين أكثر من فاعل سياسي، ونُذر الصدام بين قطاعات من المجتمع وجهات حكوميّة، وفي ذلك يكمن المأزق الحقيقي.

هناك شيء مَا يُعيق كبار الفاعلين، وعلى رأسهم الرئيس قيس سعيد، في إعلان حكومة تلبي انشغالات التونسيين، حيث ما إن يطرح اسم الشخص الذي سيدعى لتكوينها، لتتدافع الأحزاب جميعاً إلى وضع عراقيل، آخرها إصرار حركة النهضة على إشراك حزب قلب تونس بالحكومة، رغم أنه يُنظر له باعتباره حزب فلول النظام السابق، وخصماً سابقاً للنهضة.

كما أنها قامت بإبعاد قلب تونس، خلال مشاورات تشكيل حكومة الحبيب الجملي، فالازدواجية السياسية التي يمارسها الإسلام السياسي، يجب أن ينظر إليها بنظرة صارمة، لأنها ستضع البلاد على حافة الهاوية.

الفشل في الوصول إلى اتفاق، يجعل البلاد في انقسام حقيقي، ويهدّد بأزمة حقيقية، فالعملية السياسية في تونس، تعيد تجربة العراق في التشريع للمحاصصة، حيث لا ينظر السياسيون إلى ما يقع على الأرض في واقع التونسيين، من تدنٍ اقتصادي واجتماعي، بل حريصون على تحقيق مصالحهم، دون البحث عن حلول، المحاصصة هدم للدولة، والعراق شاهد على ذلك.

فقد حان الوقت لتدخُّل الرئيس قيس سعيد، لتكريس التوافق الذي يعد عاملاً منقذاً لتونس في الفترة الحالية، حتى تتمكن جميع الأطراف من منظمات وطنية وأحزاب سياسية، للوصول إلى حلّ يفضي إلى تشكيل حكومة كفاءات، لا ولاءات.

Email