الإمارات ومصر.. 5 مشاهد في أسبوع واحد

ت + ت - الحجم الطبيعي

العلاقات الإماراتية المصرية متميزة طوال الوقت، ولا يمر أسبوع، من دون وجود حدث مهم في التعاون بين البلدين على مختلف المستويات، من الفنون والثقافة والاقتصاد وصولاً إلى القمة بين قادة البلدين.

في أسبوع واحد كنت شاهداً على 5 مشاهد في هذه العلاقات.

يوم الأربعاء قبل الماضي كنت حاضراً افتتاح قاعدة برنيس العسكرية المصرية أقصى الجنوب على البحر الأحمر. في هذا اليوم وحينما تقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي لرفع العلم المصري عليها، كان بجواره صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. هذا المشهد كان رسالة للجميع بأن علاقات البلدين في أفضل أحوالها ورسالة لكل من يهمه الأمر.

يومها كتب الشيخ محمد بن زايد على حسابه على تويتر: «سعدت برفقة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في حضور افتتاح قاعدة برنيس العسكرية ومطارها المدني. إنجازات نوعية تعكس رؤية مصر الطموحة لآفاق تنموية شاملة، تعزز دورها المحوري في منظومة الأمن العربي والاستقرار الإقليمي، تمنياتنا لها بمزيد من التقدم والازدهار».

المشهد الثاني، كان في اليوم التالي بمدينة شرم الشيخ في محافظة جنوب سيناء حينما افتتح الرئيس السيسي وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد مهرجان شرم الشيخ التراثي العربي وسباق الهجن.

يومها رحبت القبائل العربية بالمنطقة بالقائدين، وامتزج التراثان المصري والإماراتي، وشهدنا عروضاً وسباقات للهجن، ومعرضاً للمنتجات البدوية التراثية الإماراتية والمصرية.

في هذا اليوم كتب الرئيس السيسي على حسابه على الفيسبوك: «شرفت اليوم مع أخي الشيخ محمد بن زايد بإطلاق فعاليات مهرجان شرم الشيخ التراثي، والذي يؤكد عمق أواصر الصداقة والمحبة الدائمة التي تجمع بين الشعبين المصري والإماراتي».

المشهد الثالث، وكنت حاضراً فيه أيضاً، هو تكريم إدارة مهرجان أبوظبي للثقافة والفنون تحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح للفنان يحيى الفخراني، بمنحه جائزة المهرجان لعام ٢٠٢٠ تقديراً لمسيرته الفنية الاستثنائية الحافلة في الدراما والسينما والمسرح.

الاحتفال كان في دار الأوبرا المصرية، وحضره رموز الثقافة والفكر والفن والإعلام في مصر، والسفير الإماراتي في مصر مبارك جمعة الجنيبي، وهدى خميس كانو المؤسسة والمديرة الفنية لمهرجان أبوظبي السينمائي التي قالت: «انقل تحية الإمارات للأمة المصرية، وفي دار الأوبرا أنحني لقامة قديرة تلهمنا يومياً في تجربتها الرائدة وهو يحيى الفخراني».

الفخراني قال: «إنه سعيد جداً بهذه الجائزة لأسباب كثيرة، أهمها أنها تأتي من دولة تعشق مصر هي الإمارات بلد الشيخ زايد».

المشهد الرابع، كنت شاهداً عليه، ومشاركاً فيه، وهو ندوة مهمة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وتحديداً في جناح أبوظبي.

الندوة كانت تحتفل بإصدار الطبعة الثانية من كتاب «زايد.. محطات وصور في الصحافة العربية» للمؤلفين جمعة الدرمكي ومحمد المنصوري، وأدارها سعيد حمدان وتحدث فيها عادل السنهوري وكاتب هذه السطور.

مضمون الندوة لم يكن عن مناقشة الكتاب ومنهجه وموضوعاته فقط، ولكن عن علاقة زايد ومصر وعلاقة مصر والإمارات.

الإجماع في هذه الندوة بين مقدمها والمتحدثين فيها ومؤلفي الكتاب، وجمهور الحاضرين، كان على علاقة الحب التي ربطت بين الشيخ زايد، رحمه الله، وبين الشعب المصري، وكيف ورث أبناء زايد هذا الحب، وواصلوا البناء عليه.

المتحدثون أكدوا المحطات المهمة في علاقة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بمصر، والتي بدأت بزيارته لها أكثر من مرة في خمسينيات القرن الماضي، والتاريخ الرسمي المسجل هو ١٩٥٩ مروراً بموقفه أثناء حرب أكتوبر، وآخر زيارة رصدها الكتاب في طبعته الأولى كانت ١٩٧٨، لكن نعلم جميعاً أن زيارات الشيخ زايد لمصر، استمرت بصورة منتظمة لمصر حتى وفاته، رحمه الله، وفي المقابل لم تنقطع زيارات الرؤساء المصريين للإمارات.

المشهد الخامس كان مؤتمر «الاستثمار بين الإمارات ومصر» الذي انعقد الأسبوع الماضي في أبوظبي، وبحث تعزيز التعاون بين البلدين، علماً أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد والرئيس عبد الفتاح السيسي أطلقا نهاية العام الماضي منصة استثمارية مشتركة بقيمة ٢٠ مليار دولار، وتحتل الإمارات المركز الأول بين دول العالم المستثمرة في مصر بنحو ١٥ مليار دولار.

تلك هي المشاهد الخمسة خلال أسبوع واحد، ومن الواضح أنها تعكس حجم ما وصلت إليه علاقات البلدين في كل المجالات، بما يعزز من الأمن القومي العربي، ويفشل المحاولات الممنهجة لتخريبه من قبل قوى إقليمية ودولية، وللأسف بمساعدة أطراف عربية أحياناً.

 

 

Email