العراق إلى أين؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

إنه لشيء مؤلم أن نرى هذا الوهن والضعف الذي ينتاب العراق في غياب أي رؤية موضوعية لحل الأزمات في هذا البلد، وعدم إدراك حجم الخطر الذي يحدق بأرض الرافدين، حيث أصبح مسرحاً يتقبل أي سيناريو يصطرع فيه المتخاصمون من الداخل والخارج، وهو فاقد للسيادة وأدنى مستوى المسؤولية.

عملية تشكيل الحكومة لم تخرج عن الذهنية نفسها التي أدارت عملية تشكيل الحكومات السابقة واستلزمت هذا الوقت، حيث لا تزال الأحزاب ترشح أسماء ارتبط مشوارها بالولاء لإيران دون الوطن.

كل الأطراف ترى في نفسها المخلّص والمنقذ للمواطن العراقي دون إزالة المطبات التي خذلت المجتمع العراقي والمواطن البسيط الذي يتطلّع إلى حلول قد تؤدي به إلى الانفراج واسترجاع الوطن.

إذا أردت نشر الفوضى في أي دولة، فعليك أن تجعل مصادر القرار فيها متعددة ومتضاربة، وقد قادت أزمة الهوية في العراق إلى غياب التحكم بالقرار الوطني المستقل، حيث أصبح الوضع في بلاد الرافدين معقداً يسهل معه التلاعب من قبل أطراف خارجية في ظل الارتباك لدى الطبقة السياسية التي وجدت نفسها بين شقي الرحى، على اعتبار أن البلد واقع في منطقة صراع غير محسومة الخيارات لغاية الآن.

لكن إبقاء الوضع على ما هو عليه قد يؤدي بالعراق إلى الذهاب للمجهول، وسيكون من الخطأ عدم التهدئة الفورية للوضع الحالي المحفوف بالمخاطر، وعلاج الأزمة بكل جوانبها وتقديم تنازلات لإنقاذ البلاد من الحمم البركانية التي تصب على رؤوس العراقيين من نيران لا يحمد عقباها.

عندما يكون الواقع الذي يمر به الشعب العراقي مقبولاً ومدروساً من جميع النواحي من قبل الساسة في العراق، فهذا سيعيد الثقة المفقودة بين الشعب والدولة وسيجنّب البلاد الإخفاقات السياسية، ولعل تشكيل حكومة نابعة من قيم الشعب وطموحاته ستكون بوابة حل أزمات العراق المتعددة، وستكون بداية نهاية المحاصصة التي جلبت للبلاد الفوضى والتبعية.

أما إذا استمرت الطبقة السياسية بالمناكفات، فإن ذلك سيكون له تأثيراته السلبية العميقة على مستقبل العراق.

Email