الانطلاقة الكبرى للمستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

من أعظم نعم الله على الشعوب، أن يرزقها بالقيادة الواعية والحكيمة والملهمة التي تأخذ بيدها إلى طريق التقدم والرقي والازدهار، وتصنع لها الإنجازات العظيمة التي تفاخر بها الشعوب الأخرى، وتجعل من أوطانها القدوة والنموذج الذي يحاول الآخرون استلهامه والسير على نهجه.

ومن فضل الله علينا نحن أبناء الإمارات أن حبانا بمثل هذه القيادة الحكيمة، التي صنعت المعجزات، وجعلت من الإمارات نموذجاً ملهماً لكل الشعوب التي تنشد التنمية والاستقرار والرفاهية، بفضل ما امتلكته هذه القيادة من حكمة وبصيرة ثاقبة، وإرادة صلبة، وعزيمة لا تلين، وسعي دؤوب لا يتوقف لتحقيق الأفضل لوطنها وشعبها.

قبل نحو خمسين عاماً من اليوم، تلاقت رؤية وإرادة الآباء المؤسسين لدولة الإمارات العربية المتحدة على تحقيق هدف بناء دولة الاتحاد لتكون المنطلق لتحقيق وحدة ونهضة وتقدم أبناء الإمارات جميعاً، وبعد تحقيق هذا الهدف، شرع هؤلاء القادة العظام، بقيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأخيه المغفور له الشيخ راشد بن سعيد، رحمه الله، وباقي إخوانهم حكام الإمارات، في وضع الأسس الصلبة التي تضمن لهذا الكيان الاتحادي أن يصمد في وجه التحديات المختلفة ويتطور بما يلبي طموحات الشعب الإماراتي في التنمية والرخاء.

وكان هؤلاء القادة العظام يسابقون الزمن، ويعملون بحب وإصرار وعزيمة، وبتخطيط علمي سليم، حتى تمكنوا من صنع المعجزة، وبناء دولة حديثة استطاعت في عقود قليلة أن تشق طريقها بثبات إلى مصاف الدول المتقدمة.

واليوم تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة للاحتفال بيوبيلها الذهبي في العام 2021، وبدء مسيرة الخمسين عاماً الثانية في عمر الدولة، وهي مرحلة تريدها قيادتنا الحكيمة، حفظها الله، بداية انطلاقة ثانية كبرى للإمارات نحو المستقبل المشرق، ومثلما بدأت مسيرة الخمسين عاماً الأولى بالعمل الجاد والمضني لتأسيس دولة الاتحاد، وجمع الصفوف وتوحيد الكلمة، ووضع الخطط والاستراتيجيات الكبرى التي استطاع الآباء المؤسسون من خلالها تحقيق ما فاق طموحاتهم وطموحات شعوبهم، فقد أعلنت قيادتنا الرشيدة ، تخصيص عام 2020 ليكون عام الاستعداد لبدء مسيرة الخمسين عاماً الجديدة المقبلة من عمر الدولة.

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بمناسبة إعلان عام الاستعداد للخمسين إن «أجواء 2020 قبل يوبيلنا الذهبي في 2021 نريدها كأجواء 1970 عندما كان الآباء المؤسسون وفريق العمل يستعدون لبدء مرحلة وحياة جديدة لهذا الوطن».

الاستعداد للمستقبل والتخطيط السليم له بناء على أسس موضوعية وعلمية، كان دائماً وأبداً هو ديدن قيادتنا الرشيدة وسمة مميزة لها، فهذه القيادة لا تترك شيئاً للصدفة، ولا تتخذ أي قرار إلا بناء على تخطيط علمي سليم واستراتيجية واضحة، وهذا الأمر هو الذي ضمن التقدم والازدهار المستمر لوطننا الغالي، وهو الأساس نفسه الذي تسير عليه قيادتنا الرشيدة الحالية في تطلعها للمستقبل، والتخطيط لمرحلة الخمسين عاماً المقبلة، ومن هنا جاء إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، عن إطلاق أكبر استراتيجية وطنية إماراتية للعام الجديد، ليكون عام 2020 منعطفاً نوعياً في مسيرة الإمارات وخططها لتكون الأفضل عالمياً خلال الخمسين عاماً المقبلة.

إعلان عام 2020 «عام الاستعداد للخمسين»، والخطط والمبادرات والاستراتيجيات الطموحة التي يتوقع أن يشهدها هذا العام، لبدء الانطلاقة الكبرى الثانية للإمارات نحو المستقبل، يعزز ثقتنا بمستقبل هذا الوطن العزيز، وبقدرة قيادته الحكيمة على تحقيق الانتقال الآمن لدولتنا وشعبنا من مرحلة النفط الذي لعب دوراً مهماً في تحقيق الانطلاقة التنموية الأولى بما وفره من موارد مالية كبيرة تم استثمارها بكفاءة وفاعلية في صنع النموذج التنموي الإماراتي الرائد إقليمياً وعالمياً، إلى مرحلة ما بعد النفط، وبناء اقتصاد معرفي مستدام يرتكز على الابتكار والمعرفة والعلوم الحديثة، لتكون الإمارات في المركز الأول عالمياً في جميع المؤشرات التنموية والحضارية والإنسانية.

وهذا الأمر يضع على عاتقنا نحن أبناء هذا الوطن، وجميع مؤسساته الحكومية والخاصة جهوداً أكبر للمساهمة في تحقيق رؤية قيادتنا الرشيدة حفظها الله، في بناء مستقبل مزدهر لنا ولإماراتنا الحبيبة. فلنستعد من الآن للخمسين عاماً المقبلة.

 

 

Email