الإمارات ويومها الوطني الـ48

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة قريباً بيومها الوطني 48. وفي كل عام تأخذ الإمارات على نفسها العزم بأن تضيف إلى سجلها الحضاري منجزاً تفتخر به الأجيال.

هذا العام أضافت الإمارات إلى منجزها إرسال أول رائد فضاء إلى المحطة الدولية، إنجاز تفتخر به أجيال المستقبل بصفة خاصة. فقد استطاع هزاع المنصوري تحقيق طموحنا وطموح زايد بالوصول إلى الفضاء وبث الفخر والاعتزاز في صدورنا جميعاً كباراً وصغاراً. فقد أضفنا نقطة جديدة إلى سجلنا الحضاري وسجل العرب جميعاً.

اليوم الوطني يذكرنا بقدرتنا على تحقيق «المستحيل»، تلك الكلمة التي أبينا أن تكون في قاموسنا، فاليوم الوطني يذكرنا بقدرتنا على أن نستمد العزيمة من بعضنا البعض وأن نشكل اتحاداً استطاع البقاء والديمومة رغم كل الصعاب والتحديات.

فاليوم الوطني ليس فقط مناسبة نحتفل بها، ولكن مناسبة فخر تعيد لنا أمجاد أجدادنا المؤسسين الأوائل الذين استطاعوا قهر المستحيل، في وقت شحت الإمكانيات المادية والبشرية ولم يكن هناك أنموذج ناجح في المنطقة نحتذي به.

فلا غرو أن يشكل اتحادنا نقطة قوتنا، فلولا الاتحاد لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، ولولا الاتحاد ما تجمع شملنا واستطعنا قهر المستحيل. قوة إرادتنا هي التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم، وهي رسالة نوجهها إلى الأجيال الجديدة، إن الاتحاد قوة وأنه بالإرادة نستطيع قهر المستحيل.

إذاً هي رسالة لأجيالنا الجديدة بأن مناسبة اليوم الوطني ليست فقط للأهازيج والأغاني الوطنية ولا رفع الأعلام فوق أسطح المنازل وفي الشرفات، وإنما هي مناسبة لشحذ الهمم والاستفادة من دروس الماضي لتكون لنا أرضية صلبة نقف عليها للمستقبل.

لقد استطاع الآباء المؤسسون بناء أنموذج نفتخر اليوم بالانتماء له، أنموذج نجح في البقاء والتكيف مع كافة المتغيرات العالمية بكل ثقة واقتدار، أنموذج ينتمي إلى العالمية والحداثة وفي نفس الوقت لم ينس محيطه العربي ولا تراثه الإسلامي. هذا الأنموذج استطاع اليوم تحقيق معدلات نمو قياسية والمنافسة في كافة مؤشرات التنمية مع الدول الكبرى.

لقد نجحت دولة الإمارات خلال عقودها الخمسة الماضية في تحقيق التكامل والتوازن في التنمية وفي خلق جيل ينتمي إلى الحاضر وعيونه على المستقبل، وهذا في الواقع ما تريده الشعوب العربية.

فلا العيش في الماضي سوف يعيد لنا أمجاد الأجداد ولا التطلع دون التخطيط للمستقبل سوف يعيد لنا ألقنا ومجدنا التليد. إنما التوازن والتصالح مع النفس هما السبيل لخلق جيل واع مدرك لواجباته الوطنية وقيمه الإيجابية.

لقد نجحت الإمارات في تحويل مصطلحات متعددة إلى قيم نعيشها ويترعرع أطفالنا في كنفها: مصطلحات كالسعادة والإيجابية أصبحت اليوم أسلوب حياة.

ليس هذا فحسب بل رعت الدولة قيماً إنسانية جميلة كالتسامح والأخوة الإنسانية لتصبح اليوم ميثاق عمل لكل من يعيش على أرض دولة الإمارات. فزيارة البابا فرانسيس، بابا الكنسية الكاثوليكية في فبراير من هذا العام كانت مناسبة للاحتفال بالتنوع العرقي والإثني الذي تعيشه الدولة ويحكم حياة كل فرد فينا.

إننا نغتنم مناسبة اليوم الوطني لكي نقول لقيادتنا الرشيدة بأننا لسنا فقط خلفها ولكن معها جنباً بجنب، نؤازرها في كل خطواتها ونكرر ثقتنا بها لكي تحملنا إلى المستقبل في قارب الأمل والسعادة. فلقد حبانا الله بقيادة تسمع نبضات شعبها وتحقق له كل أحلامه بكل حب وتفان.

فما يجعلنا مختلفين عن باقي الشعوب هي تلك الخاصية التي تجعل المسافة بين الحاكم والمحكوم قصيرة. فلا حواجز تمنع صوتنا من الوصول لقيادتنا ولا فواصل تفصلنا عن صاحب القرار الذي يفتخر بأنه يستمد إرادته من شعبه.

اليوم الوطني 48 هو اليوم مناسبة لشعبنا لتذكر منجزنا الحضاري الذي استطعنا بجهودنا أن ننجزه من الصفر بجهودنا وبجهود من آمن معنا بأن تجربة الإمارات قد جاءت إلى الوجود لتبقى وتنجح.

فلقد كان طموح زايد كبيراً، وما تحقق على أرض الواقع منذ رحيل المؤسسين لا شك سوف يجعلهم مطمئنين على الإمارات وعلى شعبها. فهنيئاً لأبناء زايد بهذا المنجز الحضاري وهنيئاً لشعب دولة الإمارات هذا الصرح الحضاري وهنيئاً لكل من يعيش على أرض الدولة مشاركته في وضع لبنة سعادة وإيجابية في هذا الصرح.

 

Email